أجلت أمس الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية “البايات” التي تضرر فيها محمد أمين باي وزوجته جنينة بوعزيز وصهره محمد الشاذلي بن سالم وسعيد بن محمد الشاذلي ونور الدين بن محمد باي وسلوى الحسيني وسلمى باي وشملت الأبحاث في القضية المنسوب إليه الانتهاك إدريس قيقة الى جلسة 30 مارس 2025.
وفي جلسة سابقة كانت حضرت سالمة بن سالم حفيدة محمد الأمين باي و ابنة محمد بن الشاذلي بن سالم “شهر” حمادي بن سالم، وذكرت الشاهدة أمام المحكمة بأن والدها كان طبيبا مختصا في الأمراض الصدرية حتى قبل زواجه بوالدتها المرحومة زكية ابنة محمد الأمين باي وكان ذا شهرة كبيرة ومحبوبا من متساكني منطقة باردو أين كانت له عيادة يباشر فيها عمله، كما أنه كان من أسرة ميسورة وله أرزاق عقارية ومنقولة بالمكان وبعد زواجه من والدتها أقاما بمنزل بجهة باردو وكانوا يتحولون خلال فصل الصيف للإقامة بمنزل مخصص لهم متفرع عن قصر قرطاج أين كان يقيم الباي محمد الأمين باي وأضافت بأن والدها شغل وظيفة وزير للصحة خلال فترة حكم المرحوم محمد الأمين باي وكان من مؤسسي جمعية الملعب التونسي كما أن والدتها أسست بدورها جمعية تعرف باسم “قطرة الحليب” وكانت متخصصة في مساعدة النساء المعوزات غير القادرات على توفير الحليب والقوت لأولادهن وكانت والدتها محبوبة من الأهالي وكانوا يطلقون عليها صفة الشعبية وأكدت بان والديها كان لهما حس وطني كبير وقد ربيا أبناءهما على حب تونس والولاء لها.
المنعرج..
وأضافت الشاهدة انه حوالي سنة 1950 عمد “الجندرمة” الفرنسيون إلى اعتقال والدها وجميع وزراء محمد الأمين باي ونقلوهم الى جزيرة جربة بدعوة عدم تعاونهم وعدم امتثالهم لطلبات ورغبات المقيم العام الفرنسي، وأخضعوهم للإقامة الجبرية، وبعد حوالي 40 يوما سمحوا للعائلة بزيارتهم ودامت فترة الإقامة الجبرية حوالي شهرين.
وأضافت الشاهدة بأنه عند إعلان الجمهورية بتاريخ 25 جويلية 1957 كانوا بقصر قرطاج حين عاينوا تحركات غيرعادية ومحاصرة للقصر من طرف أعوان الأمن التونسيين، علما وأنه قبل أسبوع من ذلك صدرت لهم وللباي محمد الأمين ولكافة العائلة المصغرة أوامر بعدم مغادرة القصر وعدم تلقي الزيارات من أي كان، وعند منتصف نهار ذلك اليوم أو بعده بقليل تم إيقاف والدها المرحوم محمد بن الشاذلي بن سالم ومحمد الأمين باي وأبنائه محمد الشاذلي وصلاح ومحمد وكذلك زوجته المرحومة جنينة دون إعلامهم عن موجب ذلك ولا المكان الذي سينقلون إليه وقد مكثت هي ووالدتها وأشقاؤها لمدة ثلاثة أو أربعة أيام لا يعرفون مكان وجود والدها وأضافت بأن أشقاءها هم روضة ومراد وهيكل وسليم وثريا.
وأضافت بأنها وبعد الفترة المذكورة طلبت منهم والدتها المرحومة زكية الاستعداد لمغادرة مقر إقامتهم بقصر قرطاج لكنهم فوجئوا بأعوان الأمن وعلمت بالسماع انه كان على رأسهم المنسوب له الاتهام إدريس قيقة، يمنعونهم من المغادرة عبر الباب الرئيسي لمقر إقامتهم والمغادرة عن طريق الباب الخلفي في محاولة منهم لإهانتهم، إذ ذكروا لهم بأنهم ليسوا أهلا للمغادرة عبر الباب الرئيسي كما أن احدهم عمد إلى نزع خاتم من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة من احد أصابع والدتها وغادروا إثر ذلك المنزل محملين بكمية قليلة من الملابس لا غير واستقبلهم عمها مصطفى بن سالم بمنزله بباردو لمدة خمسة أيام ثم اعتذر لهم عن ذلك بخوفه من ردة فعل الحبيب بورقيبة.