في إطار برنامج دعم معتمدية رمادة من ولاية تطاوين، وضمن سلسلة مشاريع تنموية أقرتها المندوبية العامة للتنمية الجهوية لتعزيز القطاع الفلاحي، تمت المصادقة، خلال الأسبوع الجاري، على القائمة النهائية للمنتفعين بـ50 بئر مكهربة بالطاقة الشمسية برمادة.
وفي تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، أوضح منسق مشاريع التنمية المندمجة بتطاوين، سعد السبّاح، أن المصادقة تمت خلال جلسة عمل أشرف عليها والي الجهة أمير القابسي، وذلك ضمن الخطة الوطنية الرامية إلى دعم الفلاحين بجملة من الامتيازات، وفي مقدمتها كهربة الآبار بالطاقة الشمسية، باعتبار ارتفاع كلفة الربط بشبكة الكهرباء التقليدية.
وأكد أن المشروع يمثل مكسباً حقيقياً للفلاحين، إذ يتيح لهم استغلال مساحات أوسع من الأراضي الفلاحية، فضلاً عن انسجامه مع الاستراتيجية الوطنية للتشجيع على الطاقات البديلة والطاقات النظيفة، التي تُعدّ خياراً استراتيجياً للدولة لمجابهة ارتفاع كلفة الطاقة التقليدية وتداعيات التغيرات المناخية.
وبيّن أن المندوبية العامة للتنمية الجهوية تخصص عدداً من المشاريع لفائدة مختلف مناطق الولاية، وذلك بهدف تقليص الأعباء المالية على الفلاحين، خاصة في المستغلات البعيدة عن خطوط الشبكة الكهربائية، مذكّرا بأن معتمدية ذهيبة سبق وأن تمتعت بمشروع ربط 29 بئراً خاصة بالطاقة الشمسية، إضافة إلى طلب عروض لكهربة 44 بئراً أخرى بالمنطقة ذاتها، وقد وفرّت هذه المشاريع موارد هامة للفلاحين، وقلّصت من مصاريفهم التشغيلية، ما ساعدهم على توجيه استثماراتهم نحو تطوير الإنتاج وتحسين الجودة.
وأشار إلى أن المندوبية العامة للتنمية الجهوية أقرت جملة من التدخلات الأخرى خاصة في مجال المناطق السقوية العمومية شملت كهربة 4 آبار بمعتمدية ذهيبة، و4 آبار أخرى بمعتمدية رمادة، وبئراً واحداً بمعتمدية تطاوين الجنوبية، فضلاً عن 4 آبار بالمنطقة السقوية العمومية ببئر الأحمر.
وأضاف أنّ هذه الجهود تهدف إلى تخفيف الأعباء على المجامع الفلاحية التي تشكو من ارتفاع تكاليف استهلاك الكهرباء التقليدية، إضافة إلى ضمان استمرارية النشاط الفلاحي في المناطق الحدودية التي تُعاني عادةً من صعوبة النفاذ إلى شبكة الكهرباء.
وأشار السبّاح إلى أن المندوبية الجهوية للتنمية المندمجة تعمل أيضاً على تنفيذ مشاريع أخرى متنوعة، تشمل تحسين البنية الأساسية، وتوفير الماء الصالح للشراب، وتعزيز التنوير العمومي، إلى جانب بعث مشاريع تنموية جديدة بعدد من المعتمديات، على غرار معتمدية الصمار.
واعتبر أن هذه المشاريع لا تقتصر على الجانب الاقتصادي فحسب، بل تحمل أبعاداً اجتماعية وتنموية، إذ تسهم في دعم مقومات التنمية المستدامة، لافتا إلى أن مناطق إضافية بالجهة ستشملها برامج الدعم حال توفّر الاعتمادات المالية اللازمة.