“كابوس أمريكي”… قصص معاناة المهاجرين الكولومبيين المرحلين من الولايات المتحدة

“هذا ليس الحلم الأمريكي، بل هو الكابوس الأمريكي”، هكذا وصف معظم المهاجرين الكولومبيين المائتين ظروف ترحيلهم من الولايات المتحدة الأمريكية على متن طائرتين عسكريتيين. وروى هؤلاء المهاجرون الظروف الصعبة والمعاملة السيئة التي لاقوها من السلطات الأمريكية كما لو كانوا من “عتاة المجرمين”. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد قال إنهم “مهاجرون مجرمون غير شرعيين” وإنهم سيرحلون إلى بلادهم على متن طائرات عسكرية وليست مدنية.
بعدما وصفوها بأنها “كابوس أمريكي”، ندد 200 مهاجر طردتهم الولايات المتحدة وأعادتهم إلى بوغوتا الثلاثاء على متن طائرتين عسكريتين كولومبيتين، بظروف الاحتجاز والطرد التي عاشوها خلال رحلة العودة.
وتصاعدت التوترات الدبلوماسية نهاية الأسبوع الماضي بين الولايات المتحة وكولومبيا بشأن تعامل السلطات الأمريكية مع المهاجرين الذين قررت إدارة الرئيس دونالد ترامب ترحيلهم.
ورفض الأحد الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو، أول رئيس يساري في تاريخ كولومبيا، استلام المهاجرين الكولومبيين المرحلين، قائلا إنه يريد حفظ “كرامتهم”.
وقال غوستافو بيترو عبر منصة إكس إن المهاجرين الذين وصلوا إلى بوغوتا الثلاثاء “هم كولومبيون أحرار وكرام، في بلدهم الذي يحبهم. المهاجر ليس مجرما بل إنسان يريد العمل والتطور وعيش حياته”.
وأعلنت الحكومة الكولومبية الثلاثاء تخصيص أموال “لدعم إعادة الإدماج المثمر” للوافدين، دون تحديد ما إذا كانت ستنظم رحلات جوية أخرى إلى الولايات المتحدة.
“هذا ليس الحلم الأمريكي، بل هو الكابوس الأمريكي”
وصف كارلوس غوميز وهو أحد المرحلين ظروف الاحتجاز الصعبة. وقال للصحافيين في مطار إلدورادو في بوغوتا “هذا ليس الحلم الأمريكي، بل هو الكابوس الأمريكي”.
وبعد أن أمضى أسبوعا واحدا فقط في الولايات المتحدة برفقة ابنه البالغ 17 عاما، تحدث عن الطعام “الفظيع” الذي كان يتلقاه و”كانوا يرمونه لنا على الأرض”، وأياما طويلة من الحبس في “زنازين” حيث لم يكن قادرا على تمييز الليل من النهار.
كان كارلوس وابنه على متن إحدى الرحلات الجوية الأمريكية التي رفض استقبالها غوستافو بيترو. ويقول غوميز: “لقد تم تقييدنا بالأصفاد، وتم الضغط علينا”، وكان ابنه يبكي ويقول “أبي، إنني أتألم”.
مساء الأحد، وبعد ساعات من التوتر والتهديد المتبادل بفرض رسوم جمركية، تم تجاوز “المأزق” وفق بوغوتا التي أرسلت طائرات عسكرية الإثنين إلى مدينتي سان دييغو وهيوستن الأمريكيتين على متنها موظفون طبيون، لإعادة المهاجرين الذين أرادت واشنطن ترحيلهم.
وقالت إحدى المهاجرات التي لم تذكر اسمها، لإذاعة كاراكول “لقد وصلنا بسلام، الحمد لله … نحن لسنا مجرمين”.
“عتاة المجرمين”
شدد وزير الخارجية الكولومبي لويس موريلو الثلاثاء على أن المرحلين، ومن بينهم 21 طفلا وحاملان، ليس بينهم أي مطلوب لارتكاب جريمة في أي من البلدين.
وأكد أحد المهاجرين ويدعى دانيال أنه كان في إحدى الرحلات الجوية الأمريكية التي رفضت بوغوتا استقبالها، وقال: “قيدونا بالأصفاد وبالسلاسل حول الخصر، كما لو كنا … من عتاة المجرمين”.
وخطط دونالد ترامب لترحيل المهاجرين بشكل جماعي قد تضعه في مسار تصادم محتمل مع حكومات أمريكا اللاتينية، مصدر معظم المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة والذين يقدر عددهم بنحو 11 مليون شخص.
البرازيل والمكسيك تنددان
في البرازيل المجاورة، نددت كذلك حكومة الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا في اليوم السابق بـ”المعاملة المهينة” التي تعرض لها 88 مهاجرا برازيليا رحلتهم الولايات المتحدة، قالوا إنه تم نقلهم “مقيدي الأيدي والأرجل”.
واستدعت الحكومة البرازيلية القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية في برازيليا الاثنين للمطالبة بتوضيحات.
من جهتها، أشارت المكسيك الإثنين إلى أنها استقبلت أربعة آلاف مهاجر طردوا من الولايات المتحدة منذ 20 كانون الثاني/يناير، من دون أن تشير إلى “زيادة كبيرة” مقارنة مع 190 ألف مكسيكي طردوا من الولايات المتحدة بين كانون الثاني/يناير وتشرين الثاني/نوفمبر 2024 (نحو 17 ألف شخص في الشهر).
وتعهد دونالد ترامب بإطلاق “أكبر برنامج ترحيل في تاريخ الولايات المتحدة”. ومنذ عودته إلى السلطة في 20 كانون الثاني/يناير الماضي، يتفاخر البيت الأبيض بتوقيف مئات ممن يصفهم بأنهم “مهاجرون مجرمون غير شرعيين”، مؤكدا أنهم طردوا على متن طائرات عسكرية، وليست مدنية كما كانت الحال في السابق.
وبعد الخلاف مع كولومبيا، تفاخر ترامب الإثنين بأن “أمريكا فرضت الاحترام مجددا”. وقال: “كما رأيتم بالأمس، لقد أبلغنا جميع الدول بوضوح بأننا سنعيد المجرمين والمهاجرين غير الشرعيين الذين يأتون من (هذه) الدول”.
(فرانس 24 – أ ف ب)

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.