قرار قضائي في ملف عميد أسبق للمحامين

شرعت صباح أمس الدائرة الجنائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس، النظر في ملف العميد الأسبق البشير الصيد والانتهاكات الجسيمة التي تعرض لها زمن بورقيبة وبن علي وقررت تأخير الفصل مجدّدا إلى موعد لاحق، استجابة لطلب النيابة العمومية التي طلبت التاخير لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة.

ونشرت هذه القضية في إطار مسار العدالة الانتقالية وذلك بمقتضى القانون المنظم لها الصادر في موفى سنة 2013 .

وملف  الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان نظرت فيها هيئة الحقيقة والكرامة وبعد استكمال أعمالها أحالتها على الدوائر المتخصصة في العدالة الانتقالية الموزعة على محاكم الجمهورية للنظر فيها ومحاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات الجسيمة من تعذيب وقتل واختفاء قسري وغيرها.

وملف العميد الأسبق البشير الصيد منشور لدى الدائرة الجنائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس منذ ما يزيد عن 6 سنوات وقد عقدت بشأنه عديد الجلسات حيث تولى رئيس الدائرة القيام بجملة من الأعمال الاستقرائية واستمع الى عميد المحامين السابق البشير الصيد في جلسة واكبتها «الصحافة اليوم» إن المظالم والانتهاكات التي مورست عليه بسبب نشاطه السياسي والاجتماعي والنقابي موثقة بالأدلة أبرزها سجنه لمدة ثماني سنوات في عهدي بورقيبة وبن علي وتحجير السفر عليه لمدة 20 سنة.

وقد كشف الصيد عن أنه تعرض إلى محاولة اغتيال في عهد بن علي وذلك عن طريق مجموعة أقدمت على اقتحام مكتبه وسددت له عديد الطعنات إلى أن أغمي عليه ولاذت بالفرار ليتم فيما بعد نقله إلى المستشفى أين خضع لعملية جراحية وكل ذلك ثابت بالوثائق وهي مضمنة في الملف الذي تقدم به لدى هيئة الحقيقة والكرامة كذلك المحكمة وفق تعبيره.

الانتهاكات المرتكبة على «الضحية» البشير الصيد لم تتوقف عند هذا الحد لا من حيث النوع ولا من حيث البشاعة فقد كشف أيضا أن مكتبه آنذاك قد تعرض إلى الخلع في أكثر من مرة ووقعت مصادرة كتبه السياسية والقانونية ووثائق نادرة ومتنوعة كما تم اقتحام محل سكناه من قبل مجموعة قامت ببعثرة كتبه ووثائقه التي كانت موجودة بالمنزل ،كما منع من ممارسة مهنة المحاماة وقد سخر بن علي أعوان امن كانوا يرابطون باستمرار أمام مكتبه وكانوا يقومون بمنع حرفائه من الدخول إلى المكتب أو الاتصال به وقد وصل الأمر الى حد الاعتداء عليهم بالعنف وفق قوله، بالإضافة إلى الرقابة اللصيقة التي كانت تمارس عليه والتنصّت على هواتفه القارة والجوالة. كما كان التعذيب ضمن قائمة الانتهاكات التي تعرض لها الصيد بداية من الضرب والصعق الكهربائي مرورا بتعليقه وممارسة أفعال مشينة في حقه ونزع ملابسه وصولا إلى وضعه في السجن الانفرادي أو ما يعبر عنه بـ”السيلون». تفاصيل موجعة في انتظار محاسبة مرتكبي تلك الانتهاكات الجسيمة في حق الضحايا.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.