0
هزت جريمة مروّعة، جدت مؤخرا، الشارع المصري، حيث انتشرت مقاطع فيديو لوقائعها المرعبة على مواقع التواصل الاجتماعي، لرجل بصدد حزّ رأس جاره وشرب دمه على مرأى ومسمع من المحتشدين في موقع الجريمة.
وأفادت وسائل إعلام محلية بأن الجريمة وقعت في مدينة الأقصر، جنوبي شرقي البلاد، حيث أقدم رجل على فصل رأس جاره باستخدام سكين حاد، في وسط الشارع، قبل أن يسير حاملًا الرأس ويقوم بطريقة مروعة بشرب الدماء. كما قام بالتمثيل بالجثة والبصم بالدماء على الجدران، وسط المارة الذين فضلوا الابتعاد، بينما قام بعضهم بتصوير الجريمة.
“مهتز نفسيًا”
من جهتها، قالت صحيفة “الأهرام” المحلية إن الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الأقصر تمكنت من ضبط الفاعل، مضيفة أنه “مهتز نفسيًا”. فيما أفادت صحيفة “اليوم السابع”، نقلًا عن مصدر لها، بأن الجاني في العقد الثاني من العمر ويعاني اضطرابات نفسية.
وأشارت الصحيفة نفسها إلى أن بلاغًا تلقته مديرية أمن الأقصر يفيد بأنه في منطقة تُسمى “أبو الجود”، وسط مدينة الأقصر، قام شاب بقتل مواطن يُدعى “حجاج. ج. م” (59 عامًا) ذبحًا وقطع رأسه وسط ذهول أهالي المنطقة.
وانتقلت بعدها عناصر الأمن على الفور إلى موقع الجريمة، حيث تم القبض على الجاني واقتياده إلى ديوان القسم لمعرفة سبب ارتكابه للواقعة. وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة حيال الحادثة، وتولت النيابة العامة التحقيق، بحسب الصحيفة.
وروى شهود عيان للصحيفة أن القاتل “مضطرب نفسيًا” منذ سنوات، ويتعاطى المواد المخدرة، ويقوم بافتعال المشاجرات في العديد من الأحيان مع أهالي المنطقة التي وقعت بها الجريمة.
كذلك أشارت صحيفة “المصري اليوم” إلى أن شهود عيان على الجريمة ذكروا أن القاتل كان يجري بآلة حادة وسط الشارع، مهددًا المارة الذين فروا هاربين، فيما لم يتمكن الضحية من الفرار، ليمسك به القاتل ويحزّ رأسه بعد مشاجرة بينهما.
فيديو الجريمة
وسرعان ما انتشر فيديو الجريمة، الذي تبلغ مدته 26 ثانية، على مواقع التواصل الاجتماعي، مثيرًا غضب الناشطين ورواد المنصات الإلكترونية، الذين عبّروا عن ذهولهم من هول ووحشية الجريمة.
وفيما رأى البعض أن انتشار مخدرات “الشابو” يُعد سببًا رئيسيًا في تفشي الجريمة، قال ناشطون إن الجرائم بدأت تأخذ أشكالًا مرعبة وأكثر وحشية. وشددوا على ضرورة وضع حد لهذه الظاهرة، وتجاوز تناولها إعلاميًا كباقي الجرائم، إلى مناقشة هذه الظواهر بجدية وعمق.
وكتب الناشط “فارس” من مصر على منصة “إكس”: “من أسباب تعدد الجرائم في مصر، سوء الحالة الاقتصادية للكثير من الناس، الفجوة الطبقية الكبيرة بين الأغنياء والفقراء، انشغال الإعلام بأمور غير مهمة، ضعف دور التعليم في توعية الناس، بالإضافة إلى دور السينما والمسلسلات في تلميع صورة البلطجية”.
وأعادت الجريمة إلى الأذهان واقعة مماثلة شهدتها مدينة الإسماعيلية عام 2021، حين أقدم شاب على قتل رجل في منتصف العمر، وهو أب لسبعة أولاد يعمل في تصليح السيارات، بالطريقة نفسها، وتجول برأسه أمام المارة.
ووفقًا لمؤشر قياس الجريمة في قاعدة البيانات (نامبيو) لعام 2024، احتلت مصر المركز الثامن عشر على مستوى الدول الإفريقية في معدلات الجريمة بمعدل 47.3 على مؤشر الجريمة، والمرتبة الخامسة والستين عالميًا، والثالثة عربيًا، بسبب تفشي ارتكاب الجرائم المختلفة.
وذكرت دراسات مصرية أن مجموعة متزايدة من الأدلة تشير إلى وجود صلة قوية بين معدلات الجريمة ومستويات الفقر. فكثيرًا ما يُستشهد بالفقر باعتباره عاملًا رئيسيًا في إدامة السلوك الإجرامي.
(التلفزيون العربي – صحف مصرية)