29
ستنظر اليوم الإثنين 24 مارس 2025 هيئة الدائرة الجنائية المتخصصة بالنظر في قضايا العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضية السجين السياسي رشاد جعيدان فترة حكم بن علي.
وكانت الأبحاث في القضية شملت كلا من الرئيس الراحل زين العابدين بن علي وعزالدين جنيح و عبدالله القلال و علي السرياطي ومتهمين آخرين.
يذكر أن المحكمة استمعت في جلسة سابقة لأقوال رشاد جعيدان الذي أكد بأنه يعرف هوية الشخص الذي قام بتعذيبه وهو المكنى بـ”بوكاسا” وقام بمكافحته سابقا وأوضح ايضا بأن علي السرياطي هو من أسدى التعليمات بتعذيبه، أما بالنسبة لعبد الله القلال فقد كان زمن الواقعة وزيرا للداخلية وكان مكتبه بالوزارة وعلى علم بأن التعذيب يمارس عليه وعلى العشرات من الموقوفين بمقر الوزارة.
وبخصوص عز الدين جنيح فقد أكد جعيدان بأنه تولى اعتقاله من منزله فجر يوم 29 جويلية 1993 واقتياده صحبة فرقة أمنية إلى وزارة الداخلية وتم نقله لمكتب كبير فخم في أحد الطوابق بالوزارة وقد وجد شخصا بالمكتب ومن خلال فخامة المكتب علم أن له نفوذا وهو قيادي أمني وعلم فيما بعد أنه علي السرياطي من خلال مناداته من طرف أحد الأعوان الذي كان بلباس مدني.
هذا وسوف تنظر الدائرة ايضا في ملف قضية تتعلق بتعرض صيدلاني للتعذيب بمقرات أمن الدولة فترة حكم بن علي على خلفية اتهامه بمحاولة قلب نظام الحكم الى جلسة اكتوبر المقبل لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة اثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى.
وقد شملت الابحاث فيها مدير الأمن الرئاسي سابقا علي السرياطي وعدة مسؤولين سابقين بوزارة الداخلية.
وكان المتضرر قصي الجعايبي قد ذكر خلال شهادته التي أدلى بها في جلسة سابقة بأنه كان يعمل صيدلاني بحمام الأنف وكان يقيم بالمنزه 1 صحبة زوجته وأبنائه وبالرغم من أنه لم يكن منخرطا أو ناشطا في حركة النهضة أو غيرها ولكنه فوجئ بتاريخ 29 جويلية 1993 بقدوم أربع سيارات مدنية كان على متنها أعوان أمن بالزي المدني يتقدمهم أحد المتهمين ودون أية مقدمات أو الاستظهار بإذن قضائي ودون إعلامه بسبب قدومهم تم اعتقاله من محل سكناه ونقله مباشرة الى مقر مصلحة أمن الدولة بوزارة الداخلية.
وأضاف بأنه تم إصعاده إلى الطابق الثالث ومباشرة وقع بحثه وتعذيبه في نفس اليوم بداية من منتصف الليل إلى حدود الخامسة فجرا من اليوم الموالي بصفة متواصلة تخللتها أعمال تعذيب فظيعة وقد تداول على بحثه وتعذيبه.