احتضن مقر الاتحاد التونسي للصناعة والتجارة والصناعات التقليدية، صباح اليوم الخميس، فعاليات منتدى الأعمال التونسي البرازيلي، المنظم بالتعاون مع الوكالة البرازيلية للنهوض بالتجارة والاستثمار (ApexBrasil).
وقد شهد الحدث حضور عدد من الشخصيات الاقتصادية من تونس والبرازيل.
الارتقاء بالعلاقات الثنائية
وفي كلمته الافتتاحية، أكد السفير فرناندو خوزي ماروني دي أبرو أهمية هذه التظاهرة الاقتصادية التي تعكس الإرادة المشتركة للارتقاء بالعلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.
وأشار السفير إلى أن العلاقات التجارية بين البرازيل وتونس، التي بلغت حوالي 550 مليون دولار، لا تزال دون الإمكانيات الحقيقية، رغم ما شهدته من تطور في السنوات الأخيرة وتنوع في المنتجات المتبادلة.
ودعا في نفس الوقت إلى توسيع آفاق التعاون، خصوصًا في ظل إعادة إطلاق المفاوضات حول اتفاق التجارة الحرة بين تونس ودول الميركوسور، الذي انطلق في 2016.
وأضاف أن هذا الاتفاق، عند دخوله حيز التنفيذ، سيمكن المنتجات البرازيلية والتونسية من التنافس بفعالية في الأسواق، مشيرًا إلى أنه “لا يمكن الحديث عن نمو تجاري دون تمويل وضمانات ملائمة”، مؤكدًا دعم مؤسسات التمويل البرازيلية، على غرار بنك البرازيل، والبنك الوطني للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، ووكالة الضمانات المالية.
الأمن الغذائي والتعاون في مجال الأسمدة
كما شدد السفير على رغبة البرازيل في تعزيز وارداتها من الفسفاط التونسي عالي الجودة، نظرًا لاعتمادها الكبير على الاستيراد لتلبية حاجياتها من الأسمدة الزراعية. وذكّر بالدور التاريخي الذي لعبته تونس في هذا القطاع، معربًا عن أمله في استعادة هذه المكانة.
تقارب في الرؤى والمواقف الدولية
من جانب آخر، ثمّن السفير تقارب وجهات النظر بين تونس والبرازيل حول أبرز القضايا الدولية، وخاصة في مجالات الأمن الغذائي، التعاون جنوب-جنوب، وحل النزاعات بالطرق السلمية.
وأبرز في هذا السياق انضمام تونس سنة 2024 إلى “التحالف العالمي ضد الجوع والفقر”، ومشاركتها في الحوار البرازيلي الإفريقي حول الأمن الغذائي والتنمية الريفية.
واختتم السفير كلمته بالتأكيد على أن هذا المنتدى لا يمثل فقط فرصة لتعزيز المبادلات التجارية، بل هو أيضًا خطوة لبناء شراكات دائمة ومتعددة الأبعاد بين تونس والبرازيل، قائمة على الاحترام المتبادل والمصلحة المشتركة.