0
من المقرر أن تحظر السجائر الإلكترونية التي تستخدم لمرة واحدة في جميع أنحاء بريطانيا العام المقبل وسط مخاوف من أن الأطفال يشترون تلك الأجهزة بصورة غير قانونية.
ويعتقد أن القوانين الجديدة ستمنح الموردين موعداً نهائياً خلال الأول من يونيو (حزيران) 2025 للتخلص من جميع المخزون في أنحاء إنجلترا كافة، وتتوقع حكومة المملكة المتحدة أن تحذو كل من اسكتلندا وويلز وإيرلندا الشمالية حذوها.
وتظهر الأرقام أن عدد الأطفال الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية تضاعف ثلاث مرات خلال الأعوام الثلاثة الماضية، مع وجود نسبة كبيرة (تسعة في المئة) من الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 11 و15 سنة ممن يستخدمون تلك الأجهزة.
وقال وزير الصحة أندرو جوين “من المقلق للغاية أن ربع الأطفال الذين تراوح أعمارهم ما بين 11 و15 سنة استخدموا السجائر الإلكترونية العام الماضي”.
وأضاف “نعلم أن تلك الأجهزة ذات الاستخدام الواحد هي المنتج المفضل لغالبية الأطفال الذين يستخدمون السجائر الإلكترونية اليوم. وحظرها سيبقيها بعيدة من أيدي الشباب المعرضين للخطر”.
وتباع سجائر “الفايب” Vape القابلة للرمي بسعر يراوح ما بين ثلاثة و10 جنيهات استرلينية (3.8 و12 دولاراً) حسب علامتها التجارية، ويقدر إجمال قطاع صناعة السجائر الإلكترونية بنحو 2.8 مليار جنيه استرليني في بريطانيا.
وفي هذا السياق، سجلت زيادة بنسبة 50 في المئة خلال العام الماضي داخل بريطانيا في عدد الأطفال الذين جربوا استخدام السجائر الإلكترونية، وفقاً لبحث أجرته جمعية مكافحة التدخين وحماية الصحة العامة (Ash).
ووجدت الدراسة ارتفاعاً ملحوظاً في تجربة معدلات التدخين الإلكتروني الفضولي أو التجريبي بين الأشخاص الذين تراوح أعمارهم ما بين 11 و17 سنة، من 7.7 في المئة عام 2022 إلى 11.6 في المئة عام 2023.
وفي سياق متصل، سُئل الأطفال عما إذا كانوا جربوا التدخين الإلكتروني مرة أو مرتين، مع تضاعف النسبة تقريباً خلال تسعة أعوام، من 5.6 في المئة عام 2014 إلى 11.6 في المئة.
وزعمت الحكومة البريطانية أن الحظر سيساعد أيضاً في الحد من التأثير البيئي السلبي الناجم عن نفايات السجائر الإلكترونية الأحادية الاستخدام.
وأضافت وزيرة البيئة ماري كريغ “أجهزة الفايب ذات الاستخدام الواحد تهدر موارد ثمينة وتفسد بلداتنا وحدائقنا ومدننا. وهذا هو السبب وراء قيامنا بحظرها خلال وقت نتخذ إجراءات لإنهاء ثقافة التخلص السريع وغير المسؤول التي نعانيها”.
وخلال العام الماضي وجدت حملة “ماتيريال فوكوس” Material Focus (التي تعنى بحماية الموارد الثمينة وإعادة تدويرها حفاظاً عليها) أنه يتم شراء أكثر من سبعة ملايين من السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد كل أسبوع داخل المملكة المتحدة، وهو ضعف الكمية التي تم شراؤها عام 2022.
وكشفت الدراسة أن 73 في المئة من مستخدمي السجائر الإلكترونية في المملكة المتحدة قالوا إنهم يلقون السجائر الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد، مع اعتراف 33 في المئة من الأشخاص الذين تراوح أعمارهم ما بين 16 و18 سنة بالتخلص من السجائر الإلكترونية الخاصة بهم في سلة المهملات في مكان تعليمهم أو عملهم.
وأشارت حملة “ماتيريال فوكوس” إلى أن 5 ملايين سيجارة إلكترونية يتم التخلص منها أسبوعياً، وهو ما يعادل ثمانية كل ثانية، وهو ارتفاع هائل مقارنة بـ1.3 مليون تم التخلص منها عام 2022.
وتأتي هذه الخطوة وسط سلسلة من الإجراءات التي خططت لها حكومة كير ستارمر للقضاء على عادات التدخين في بريطانيا.
وخلال أغسطس (آب) الماضي، قال رئيس الوزراء كير ستارمر إن الحكومة “ستتخذ قرارات” في شأن حظر محتمل للتدخين في الهواء الطلق، في محاولة للحد من الوفيات التي يمكن الوقاية منها وتخفيف الضغوط على هيئة الخدمات الصحية الوطنية.
ويمكن توسيع نطاق حظر التدخين الداخلي ليشمل مواقع أخرى بما في ذلك الحدائق الصغيرة والمطاعم الخارجية والمستشفيات.
وأعلن ستارمر أن الأمر “عبء ضخم على هيئة الخدمات الصحية الوطنية، وبطبيعة الحال عبء على دافعي الضرائب. لذا، سنتخذ فعلاً قرارات في هذا المجال”.
(اندبندنت عربية)