بودربالة يبحث مجالات التعاون والقضايا المشتركة مع مجلس أوروبا

استقبل رئيس مجلس نواب الشعب، إبراهيم بودربالة، صباح اليوم الاثنين 17 مارس 2025، بقصر باردو، رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس، بيلا موراليس، وذلك بحضور النائب المساعد للرئيس المكلّف بالعلاقات الخارجية وبالتونسيين بالخارج والهجرة، ضحى السالمي.

وأبرزت رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس “تطوّر التعاون بين تونس ومجلس أوروبا في ضوء ما يبديه الجانبان من عزم مشترك على دفعه وتعزيزه على المستويين الثنائي ومتعدّد الاطراف”، وفق قولها.

وأشارت في هذا الصدد، إلى مشروع التعاون الثلاثي بين تونس والاتّحاد الأوروبي ومجلس أوروبا حول موضوع تعزيز الحوكمة الاقتصادية من خلال مكافحة الفساد، والذي يتنزل في إطار استراتيجية عمل الاتحاد الأوروبي مع عديد الشركاء، مؤكّدة أهمية العمل على تفعيله والسعي المشترك إلى تجسيمه.

كما تطرّقت إلى العلاقات بين تونس ومجلس أوروبا في إطار “تنفيذ سياسة الجوار التي جعلت من تونس شريكـا متـمـيزا في الـمنطقة”، مبرزة التوجّهات الجديدة للتعاون بين الجانبين من خلال مجموعة من المقترحات.

وأكّدت استعداد مجلس أوروبا لمزيد تعزيز التعاون في عديد المجالات مع مجلس نواب الشعب عبر برامج العمل ومختلف الآليات المتاحة ولاسيما من خلال تقديم التجارب والخبرات والتكوين.

من جهته، أكّد إبراهيم بودربالة حرص تونس المتواصل على تعزيز روابط الصداقة والتعاون مع البلدان الأوروبية، في إطار شراكة شاملة تخدم المصالح المشتركة لشعوب المنطقة.

وعبّر رئيس مجلس نواب الشعب عن “انزعاجه” من تنامي ظاهرة الهجرة غير النظامية، التي تعدّ من بين التحديات التي تواجهها تونس، وفق قوله.

ظاهرة الهجرة غير النظامية

وبيّن “المخاطر التي برزت في الأيام الأخيرة جرّاء ارتفاع منسوب تدفّق المهاجرين غير النظاميين من بعض بلدان جنوب الصحراء” الذي “أصبح يشكّل خطرا على الأمن العام وعلى الاستقرار الاجتماعي وما يمكن أن ينجرّ عنه من تداعيات”.

وأكّد أنّ “تعامل بلادنا مع هذه المسألة وفق المواثيق الدولية والقانون الإنساني واحترام الذات البشرية”، مشدّدا على حرص تونس على الإيفاء بتعهداتها الدولية، ومبرزا ما تتطلّبه المسألة من مجهودات مضاعفة وعمل مشترك بالنظر إلى التأثيرات على ارتفاع التدفّق نحو البلدان الأوروبية.

كما أكّد استعداد مجلس نواب الشعب لوضع الآليات الكفيلة بتجسيم وإنجاح ما تمّ اقتراحه من برامج تعاون.

وأشار في هذا الصدد إلى أنّ المجلس الذي يدخل هذه الأيام السنة الثالثة من عهدته البرلمانية ينكب على وضع برنامج متكامل لدعم دور الديبلوماسية البرلمانية، مبيّنا أنّه سيتم إحداث مجموعات عمل لبحث التعاون مع البلدان الصديقة ومنها مجموعة العمل مع الاتحاد الاوروبي التي ستولى الأهمية اللازمة لما تمّ تقديمه من برامج ومقترحات تعاون ولكيفية تجسيمها.

مشروع تنقيح المرسوم 54

وجدّدت رئيسة مكتب مجلس أوروبا بتونس خلال هذه المحادثة تأكيد أهمية انضمام تونس إلى إتفاقية مجلس أوروبا المتعلّقة بالجريمة الإلكترونية المعتمدة ببودابست، بعد مصادقة مجلس نواب الشعب على القانون الأساسي المتعلّق بالموافقة على انضمام الجمهورية التونسية إلى هذه الاتفاقية.

وأكّدت كذلك استعداد مجلس أوروبا الى تقديم الدعم والمساندة لتسهيل تطبيق هذه الاتفاقية. وأبدت في ذات الاطار اهتمامها بتنقيح المرسوم 54 والدور الذي يضطلع به مجلس نواب الشعب في هذا المجال.

وبيّن إبراهيم بودربالة، في تفاعله، “الخطوات التي قطعتها تونس على درب حرية الرأي والتعبير التي تعدّ من أهم مكاسب تونس بعد الثورة”، مؤكّدا من ناحية أخرى “ما استدعاه توسّع المشهد الاتصالي وتنوّعه من ضرورة التنظيم وتفادي كل انحراف في المجال”، وفق تعبيره.

وأشار في هذا الصدد إلى “مقترح تنقيح المرسوم 54 الذي لا علاقة له بالعمل الصحفي وبحرية الرأي والتعبير التي تعدّ مسألة مبدئية ولا يمكن التراجع عنها”، على حدّ تعبيره.

واستعرض الخطوات التي تمّ قطعها في هذا المجال، مبيّنا أنّه سيتم تنظيم يوم دراسي على مستوى الأكاديمية البرلمانية لمجلس نواب الشعب حول المرسومين 116 و54 لتعميق النّظر في ما يجب تنقيحه في هذا الاتجاه.

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.