10
أعلن مني أركو مناوي، حاكم إقليم دارفور غربي السودان، أمس السبت، سقوط أكثر من 70 قتيلًا جراء استهداف قوات الدعم السريع بطائرة مسيّرة للمستشفى السعودي بمدينة الفاشر.
ومنذ 10 ماي/ أيار 2024، تشهد الفاشر اشتباكات بين الجيش السوداني والدعم السريع، رغم تحذيرات دولية من المعارك في المدينة التي تعد مركز العمليات الإنسانية لولايات دارفور الخمس.
ويخوض الجيش والدعم السريع منذ منتصف أبريل/ نيسان 2023 حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أميركية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.
70 قتيلًا بهجوم على مستشفى بالفاشر
وقال مناوي في تدوينة على حسابه بمنصة إكس: “استهدفت مسيرة الدعم السريع المستشفى السعودي- قسم الحوادث- القسم الوحيد المتبقي من استهدافاتهم”.
وأرفق مناوي صورًا للاستهداف تُظهر دماء على أرضيات القسم، ودمارًا واسعًا فيه.
وأوضح أن الاستهداف “أباد جميع المرضى الذين كانوا بداخله (قسم الحوادث)، ويفوق عددهم 70 مريضًا من النساء والأطفال وآخرين”.
من جانبها قالت لجنة مقاومة الفاشر في بيان، السبت: إن “حصيلة القتلى بالمستشفى السعودي في الفاشر بين الجرحى والمرافقين بلغت 67 شهيدًا، وعشرات المصابين نتيجة قصف مسيرة للمستشفى السعودي”.
وأضافت أن القصف أدى إلى “تدمير كامل لقسم الحوادث في المستشفى وخروجه عن الخدمة تماًما”.
و”مقاومة الفاشر”، هي لجان شعبية قادت الاحتجاجات في الأحياء ضد الرئيس السابق عمر البشير عام 2019، وبعد اندلاع الحرب في أبريل/ نيسان 2023، تحولت إلى العمل في جهود الإغاثة وتوفير الخدمات في الأحياء السكنية.
والأسبوع الماضي، دعت قوات الدعم السريع في بيان كل قوات الجيش وتلك الحليفة له إلى مغادرة الفاشر بحلول بعد ظهر الأربعاء، مشيرة إلى أنها مستعدة لتنفيذ “هجوم وشيك”.
ومساء الجمعة، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن “قلقه العميق” إزاء تصعيد الصراع في السودان، داعيا الأطراف إلى “ضبط النفس”.
الحرب في السودان
ويأتي القصف الأخير لدارفور حيث يعيش ربع سكان السودان، وتحاول قوات الدعم السريع بسط سيطرتها، في ظلّ إحراز الجيش تقدّمًا في مناطق أخرى من البلاد.
وعلى بعد حوالي 800 كيلومتر شرقًا، أعلن الجيش استعادة السيطرة على مصفاة الخرطوم النفطية الكبيرة وكسر الحصار الذي كانت تفرضه قوات الدعم السريع على مقر قيادته العامة في الخرطوم منذ اندلاع الحرب.
وفي مطلع الشهر، استعاد الجيش مدينة ود مدني، عاصمة ولاية الجزيرة والتي تعتبر موقعًا زراعيًا حيويًا في وسط السودان، بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها.
وفي المنطقة المحيطة بالفاشر، تسود المجاعة في ثلاثة مخيمات للنازحين هي زمزم وأبو شوك والسلام. ويتوقع أن تتوسع رقعة المجاعة لتشمل خمس مناطق أخرى بما فيها المدينة نفسها بحلول مايو/ أيار، بحسب تقييم مدعوم من الأمم المتحدة.
إلى ذلك، تتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع ملايين الأشخاص إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.