مع اقتراب شهر رمضان المبارك، تشهد مدينة القيروان حركية مميزة تعكس استعداد أهلها لاستقبال هذا الشهر الفضيل.
وتتجلى هذه الاستعدادات في عدة جوانب، بدءًا من التحضيرات الروحية وصولًا إلى العادات الاجتماعية والأنشطة الثقافية.
التحضيرات الروحية والدينية:
تستعيد مساجد القيروان، وعلى رأسها جامع عقبة بن نافع، تألقها الروحي خلال شهر رمضان، حيث تعرف نشاطًا مكثفًا يتضمن حلقات حفظ وتجويد القرآن الكريم، والمسامرات الدينية، وحلقات الذكر الصوفي والمدائح النبوية.
ويحرص الأهالي على حضور هذه الفعاليات لتعزيز الجانب الروحاني والتقرب إلى الله.
العادات الاجتماعية والتقاليد:
وقبل حلول الشهر الكريم، يقوم أهالي القيروان بتجديد أوانيهم النحاسية عبر عملية “القصدرة”، لضمان جاهزيتها لتحضير الأطباق الرمضانية.
وتُعد الأسواق وجهة رئيسية للتبضع، حيث يزداد الإقبال على شراء التوابل، و الخضروات، والمواد الغذائية الأساسية.
وتُعتبر الأكلة التقليدية “المقروض” القيرواني، المصنوع من السميد والمحشوة بالتمر، من أبرز الحلويات التي تزين موائد الإفطار والسحور.
الأنشطة الثقافية والترفيهية:
وتنبض ساحات المدينة بالحياة بعد الإفطار، حيث يتجمع الأهالي والزوار في المقاهي والمطاعم لتبادل الأحاديث والاستمتاع بالأجواء الرمضانية.
وتُقام حلقات الذكر الصوفي ومواكب الإنشاد والمديح في الزوايا الصوفية ومقامات الأولياء الصالحين، مما يضفي طابعًا روحانيًا خاصًا على ليالي القيروان.
الاستعدادات الرسمية:
وتعقد السلطات المحلية جلسات عمل لمتابعة استعدادات مختلف الإدارات لشهر رمضان، بهدف ضمان التزويد المنتظم للأسواق بالمواد الأساسية، ووضع برامج للمراقبة الاقتصادية والصحية، بالإضافة إلى إحداث نقاط بيع من المنتج إلى المستهلك لتفادي أي اضطرابات في عملية التزود.
وبهذه الاستعدادات المتكاملة، تستقبل مدينة القيروان شهر رمضان بروحانية عالية وأجواء مفعمة بالتراث والتقاليد العريقة، مما يعكس تمسك أهلها بالقيم الدينية والاجتماعية المتوارثة عبر الأجيال.