الدورة الـ5 لملتقى مسرح الهواية: مسرحية “رحلة” فانتازيا موسيقية تغوص في عوالم الأساطير للجنوب الشرقي التونسي

كان الجمهور على موعد مع عرض مسرحية “رحلة” ضمن فعاليات اليوم الثاني من الدورة الخامسة لملتقى مسرح الهواية، وذلك بقاعة المبدعين الشبان بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
“رحلة” مسرحية غنائية من انتاج جمعية موزاييك مدنين، نص وإخراج جلال الحمودي، أداء بوبكر الغناي وإيمان الرحيمي وفردوس بوسهمين وصالح مقطوف وهبة اليوسفي ونجوى حمدي وأمل عدالي وأشرف عاشور، تلحين وأداء سامي بن ضو .
المسرحية عبارة عن رحلة موسيقية راقصة تحط رحالها في ربوع الجنوب الشرقي لتروي تفاصيل قصص من الموروث الشعبي المتداول خاصة بجهة شنني تطاوين وجزيرة جربة. هي رحلة بين الخيال والواقع وبين الحلم والحقيقة لخصت أطوارها خرافة “الرقود السبعة”، حيث يعتقد متساكنو قرية شنني الجبلية، أن قصة ” أصحاب الكهف ” حدثت في المنطقة التي يقطنونها، وأن “الرقود السبعة” مدفونون في “الغار” أو الكهف الذي يوجد في قمة جبل من الجبال التي تأسست على سفحه قرية شنني على أيدي الأمازيغ في القرن 12 ميلاديا وتم بناء مسجد أطلق عليه اسم “مسجد الرقود السبعة”.
كما تروي مسرحية “رحلة” قصة الأسطورة اليونانية القديمة “أوليس” الذي اكتشف النسيان في جزيرة جربة حين هام في البحر هربا من بطش الطرواديين الذين أراد خداعهم والاستيلاء على مدينتهم بواسطة حصان خشبي عملاق (حصان طروادة) وحين اكتشف الطرواديون حيلته، هرب “أوليس” وتاه في البحر لمدة تسعة أيّام حتى رسا في اليوم العاشر على شاطئ الجزيرة، وكيف أسرته حوريات الجزيرة بأصواتهن.
رحلة بين أسطورتين رئيسيتين يرويها شاب رحالة يهرب من صخب المدينة وأثناء رحلته تحاصره الأمطار ثم يجد ملجأ في مسجد “الرقود السبعة”، ينام هذا الشاب وفي أحلامه يسافر مع سكان المكان عبر الأغاني والرقصات والشعر متتبعا أثار الشخصيات الأسطورية في تطاوين وجربة، فيختلط الواقع بالحلم والخيال .
رحلة في الأزمنة الغابرة وعبور عبر جسور الفانتازيا التي كانت و لاتزال عوالم الرواية الشفهيّة ترتكز عليها، يقصها علينا مجموعة من الشبان رقصا وشعرا وموسيقى وغناء معتمدين على رصيد جهة الجنوب الشرقي الفني، حيث يحضر الموروث الموسيقي عبر أغاني ايقاعية اشتهرت بها هذه الجهات كما كُتبت أغان أخرى خصيصا لهذا العمل المسرحي الأوبيرالي على غرار أغنية “يا برق اللي بان ” كلمات محمد بن بوخريص الدغاني، ففي هذا العمل المسرحي شكلت الموسيقى أداة للرحيل الى عوالم الأسطورة وتحويل هذه الخرافات الى نوتات موسيقية أشرف عليها الثنائي سامي بن ضوء وزياد بن ضو.
في هذا العمل الموسيقي المسرحي نشاهد أيضا عديد الرقصات المميزة للجهة من الفزاعي الى الدرازي والسمبالي والشالة الجربية لتتشكل كوريغرافيا متناسقة اشرفت عليها ايمان الرحيمي.
عرض”رحلة” هو مزيج من الفنون وثورة الجسد على الركح، حيث تنحت أجساد ممثلين هواة حكاية راوحت بين الأسطورة وسحر الموروث الموسيقي فتبعث الحياة في الرقود السبعة مستحضرة قوة أوليس في تحدي الأصوات الساحرة لحوريات البحر .
مسرحية “رحلة” نص و إخراج: جلال الحمودي مساعد مخرج : بوبكر الغناي تلحين و موسيقي : محمد زياد بن ضو تصميم الرقصات : إيمان الرحيمي تلحين وغناء الموسيقي : سامي بن ضو التوضيب الفني للاضاءة: جلال الحمودي.
(سناء الماجري)

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.