الانطلاق قريبا في حملة تلقيح الفتيات في سن 12 عاما ضد الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم

أعلن وزير الصحة مصطفى الفرجاني، أمس الجمعة، عن انطلاق عملية التلقيح بجرعة واحدة ومجانا ضد فيروس الورم الحليمي البشري المتسبب في الإصابة بسرطان عنق الرحم وإدراجه ضمن الرزنامة الوطنية للتلقيح لسنة 2025، بداية من 7 أفريل المقبل بالنسبة للفتيات في السنة السادسة من التعليم الأساسي في المدارس الابتدائية العمومية والخاصة.

وأفاد الفرجاني، خلال ندوة صحفية، انعقدت أمس الجمعة بمقر الوزارة، للإعلان عن تحيين الروزنامة الوطنية للتلقيح في تونس وإطلاق حملة التلقيح ضد الفيروس المتسبب في سرطان عنق الرحم، بأن التلقيح سيشمل أيضا بداية من شهر ماي، الفتيات البالغات من العمر 12 سنة المتخلفات عن التلقيح أو غير المتمدرسات في مراكز الصحة الأساسية المتوفرة في كامل تراب الجمهورية.

وأضاف أن تونس تمكنت من اقتناء 100 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس الورم الحليمي بقيمة 15 دينارا للجرعة الواحدة، مشيرا إلى أهمية هذه الاقتناءات في التقليص من التكاليف المتعلقة بالعلاج، إذ تبلغ كلفة علاج حالة واحد مصابة بسرطان عنق الرحم ما يساوي ألف جرعة من التلقيح.

واعتبر أن هذا التلقيح المضاد لفيروس الورم الحليمي يُعد محطة هامة في تاريخ الصحة في تونس، إذ سيتم إنقاذ العديد من النساء من الإصابة بسرطان عنق الرحم، مذكّرا أن سرطان عنق الرحم السبب الرئيسي الثالث لوفيات السرطان بين النساء في تونس التي تسجل إصابة 400 امرأة سنويا بهذا السرطان، تتوفى منهن أكثر من 3 نساء كل أسبوع بما يعادل أكثر من 200 سنويا.

وأكد الفرجاني أن سرطان عنق الرحم هو السرطان الوحيد الذي يتم الوقاية منه عبر التلقيح، مشيرا إلى أهمية إنجاح حملة التلقيح وتوعية المواطنين بهذا المكسب الصحي الهام لحماية نساء المستقبل من الإصابة به.

وتطمح تونس إلى تحقيق تغطية بنسبة 90 بالمائة من الفتيات البالغات من العمر 15 سنة بحلول سنة 2030، في إطار الاستراتجية الوطنية للقضاء على سرطان عنق الرحم، حسب وزير الصحة.

وبينت المديرة العامة للمرحلة الابتدائية بوزارة التربية، نادية العياري، أن وزارة التربية انخرطت في الاستراجية الوطنية للقضاء على سرطان عنق الرحم، وانطلق الاستعداد لعملية التلقيح ضد فيروس الورم الحليمي البشري منذ مدة، حيث تم تنظيم لقاءات واجتماعات وورشات بحضور خبراء في مجال الطبي والمجتمع المدني من بينها منظمتي الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” والصحة العالمية، لإعداد الخطة الاتصالية والتوعوية من أجل استعداد الإطارات التربوية والطبية في المدارس لتأمين عملية التلقيح بنجاح وإحترام روزنامة التلاقيح.

كما أشرف خبراء وزارة الصحة على تكوين مديري المدارس العمومية والخاصة خلال شهر فيفري في كل المراكز الجهوية للتكوين وتطوير الكفاءات، إذ يلعب المدير والإطارات التربوية دورا هاما في التوعية بأهمية هذا اللقاح لدى المواطنين والوقاية، حسب المديرة العامة للمرحلة الابتدائية. وأشارت إلى أن الاستعدادات حثيثة لتهيئة الفضاءات المدرسية واستقبال إطارات الطب المدرسي والجامعي في المؤسسات التربوية.

وأشار منسق البرنامج الوطني للتلقيح، محرز اليحياوي، أن عملية تلقيح ضد الفيروس الورم الحليمي البشري، تُعطى من سن 9 إلى 12 سنة، إلا ان تونس ارتأت أن تقوم بعملية التلقيح للفتيات في سن 12 سنة، بالنظر إلى كثافة الأطفال المتمدرسين في السنة السادسة، مما يسهل تحقيق تغطية وطنية عالية من التلقيح.

وستشمل عملية التلقيح إضافة إلى الفتيات التونسيات، اللاجئات والمهاجرات بسن 12 عاما، وذلك بالتنسيق مع منظمة الهجرة الدولية في تونس والصليب الأحمر، في مراكز الصحة الأساسية، حسب قوله.

وشدد اليحياوي على أهمية توعية الإطار التربوي والمواطنين بأهمية هذا التلقيح، وعدم تصديق الأكاذيب والإشاعات حول الآثار الجانبية لهذا التلقيح وتسببه في العقم أو غيرها من المعلومات المضللة وغير العلمية.

وشدد مختصون في أمراض النساء والتوليد والأطباء خلال هذه الندوة الصحفية، على أن هذا التلقيح آمن وفعال وليس له أي آثار جانبية تُذكر من شأنها أن تؤثر على صحة الفتيات الإنجابية حسب ما يُروج له، كما يتمتع بنفس مستويات السلامة والفعالية والجودة ككل اللقاحات الأخرى المقدمة ضمن البرنامج الوطني للتلقيح.

وأثبت اللقاح ضد فيروس الورم الحليمي البشري نجاعته في عدة بلدان حول العالم، حيث أظهرت دراسة حديثة أجريت سنة 2024 في اسكتلندا أنه لا يتم اكتشاف ولا حالة سرطان بعنق الرحم لدى النساء المولودات بين عامي 1988 و1996 اللاتي تم تلقيحهن في سن 12 و13 سنة، حسب المختصين.

كما كشفت دراسة أخيرة أجريت في السويد على 1.7 مليون امرأة، انخفاضا بنسبة 90 بالمائة في حالات الإصابة بسرطان عنق الرحم بين النساء اللاتي تم تلقيحهن في سن المراهقة، مقارنة باللاتي لم يتم تلقيحهن في نفس العمر.

(التلفزة التونسية)

آخر الأخبار

الأكثر قراءة

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.