جاء في تقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي أن الاحتباس الحراري المرتبط بتغير المناخ سيؤدي بحلول نهاية القرن إلى انخفاض الثروة السمكية بنسبة من 10% إلى 40%.
وذلك حسب المنطقة والسيناريو المستقبلي لارتفاع درجات الحرارة. وقد ورد ذلك في التقرير الحديث الأكثر شمولا بعنوان “مخاطر تغير المناخ على النظم الإيكولوجية البحرية وصيد الأسماك، التوقعات حتى عام 2100″، والذي أعده القسم المتخصص في منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة.
وكما قالت تاروب بحري الخبيرة المشاركة في التقرير، فإنه تم لأول مرة جمع وتحليل مجموعة واسعة من البيانات، مما جعل من الممكن وضع توقعات عالمية شاملة. وأشارت: “لقد قمنا بمقارنة وتحليل وجمع البيانات من نماذج وأنظمة مراقبة مختلفة، مما سمح لنا بتحقيق النتائج والتنبؤات الأكثر دقة”.
وأوضحت أنه تم وضع التوقعات لمختلف الدول والمناطق في ظل سيناريوهات أكثر تفاؤلا وأقل تفاؤلا حتى منتصف القرن الحالي ونهايته. وفي ظل السيناريو الأكثر تفاؤلا فيما يتعلق بانبعاثات غاز ثاني أكسيد الكربون سيرتفع متوسط درجة الحرارة بمقدار 1.5 درجة مئوية، ومن يتوقع أن يصل انخفاض الثروة السمكية في هذه الحال إلى 10% أو أقل في 178 دولة بحلول نهاية هذا القرن. وفي السيناريو الأقل تفاؤلا للانبعاثات المرتفعة والذي من شأنه أن يؤدي إلى الاحتباس الحراري العالمي بمقدار 3 إلى 4 درجات مئوية، فمن المتوقع أن يصل الانخفاض إلى 30% في أكثر من 48 دولة بحلول نهاية هذا القرن.
وفيما يتعلق بالأوضاع الخاصة بالثروة السمكية فإن كل شيء يتوقف إلى حد بعيد على الدولة نفسها واعتمادها من حيث الاقتصاد والأمن الغذائي على صيد الأسماك. بينما في الواقع يختلف الوضع العالمي بشكل كبير”. وأوضحت الخبيرة أن هناك مناطق حيث يكون الانخفاض هائلا، وهناك بلدان حيث يكون الانخفاض ضئيلا، و10% هو المتوسط العالمي، لكننا قمنا بهذا العمل لوضع توصيات لكل منطقة على حدة”.
ومن بين البلدان المنتجة للأسماك والمعرضة لخطر أكبر انخفاض في الثروة السمكية، حددت منظمة الأغذية والزراعة الصين (أكثر من 30% في السيناريو السلبي)، والهند، وإندونيسيا، وبيرو بما يصل إلى 37%. وتضم هذه المجموعة أيضا روسيا والولايات المتحدة الأمريكية، لكن بحسب الخبيرة من الممكن تعويض الخسائر، وتقوم منظمتها بوضع التوصيات المناسبة بهذا الشأن.
وكالات