على أنغام النشيد الوطني وتحت شعار “تونس تغني” انطلقت مساء السبت 8 مارس فعاليات الدورة الثالثة والعشرين لمهرجان الأغنية التونسية.

جمهور غفير ووفي للأغنية التونسية غصت به قاعة الأوبرا بمدينة الثقافة جاء خصيصا لمواكبة عرض “تخيّل” للفنان كريم الثليبي في انتاج مشترك مع مسرح أوبرا تونس.

ساعتان من الموسيقى العابرة للتاريخ رحلت بالحضور وغاصت به في أعماق الموسيقى الاوركسترالية المعاصرة، قدمها الاوركسترا السمفوني التونسي واصوات أوبرا تونس بقيادة المايسترو محمد بوسلامة.

عرض ” تخيّل .. imagine ” هو عبارة عن بحث موسيقي سيكولوجي في تناوله للموروث الموسيقي التونسي مأخوذ عن رواية : غدا .. يوم القيامة” لمحسن بن نفيسة.

وضعيات موسيقية مختلفة حاكت من خلال شريط سينمائي مصوّر بث على الشاشة الخلفية للركح قصة عجوز تسكن رصيف محطة قطار، تفترش الأرض.. تبيع نهارا بعض الحلي، وتنام ليلا في نفس المكان.. لتمضي تلك السنين الطويلة، وتزداد عزلتها ويزداد اغترابها..، وتختزل عندها مفاهيم الحياة والجسد، تصاب العجوز بالعمى لتنطلق من جديد بعد ان تخلصت اخيرا من أعباء نظرات الأخرين، فرحت العجوز بهذا العمى.. فهو فضاء جديد ونهائي لعالم آخر هو داخلها وتحول جسدها الى عالم صوتي لا يفقه الألوان ولعله عالم أعدل.

“تخيّل” تعبيرات موسيقية تحاول استحضار الخيال للانعتاق من وعاء الجسد وصراعه مع إرثه المثقل بالوجع.. هو عرض يدعو للتفكير والتحرّر والبحث في أعماقنا عن حقيقتنا واستكشاف القضايا الوجودية للإنسان بقراءة موسيقية بصرية ( البسيكودراما الموسيقية).

يتبنى العرض اللهجة الموسيقية التونسية حيث يعتبرها جزءًا ومكونا من الذّات، شارك في هذا العمل كل من الفنانين ناي البرغوثي وزياد الزواري وحسين بن ميلود والهادي الفاهم ومحمد علي شبيل وصابر رضواني وسيرين الهرابي وبهاء الدين بن فضل وهارون القروي وحمدي الجموسي ونصر الدين الشبلي ولؤي سلطاني.

أما الشريط السينمائي المصاحب للعرض فاشرف عليه كل من عبد الحميد بوشناق ورامي جربوعي وهاشم صويلح في حين جسدت دور العجوز الممثلة فوزية بدر , صوت سفيان العياري وإبراهيم قفصية .

تسجيل بوبكر بن زيد وسليم سعيد وهارون القروي إضاءة صبري عتروس وإخراج مسرحي وليد الدغسني وملابس كمال دخيل.

“تخيل” رحلة موسيقية تحاكي المشاعر وتغوص في أعماقنا.

(المكتب الصحفي لمسرح أوبرا تونس)