أمام دائرة العدالة الانتقالية:  بعد مواجهة بين “الجلاد” والضحية..تأجيل ملف السجينات السياسيات الى ماي المقبل

أجلت  الدائرة الجنائية المتخصصة في العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس النظر في قضية انتهاكات تعرضت لها ثلاث سجينات سياسيات سابقات ناشطات بحركة النهضة وهن حميدة العجنقي وفاطمة المثلوثي وسلمى فرحات الى جلسة ماي المقبل لانتظار اكتمال النصاب القانوني للهيئة أثر التحاق بعض اعضائها للعمل بمحاكم أخرى
مكافحة بين الجلاد والضحية..
وكانت أجريت  مكافحة بين المنسوب له الانتهاك محمد الناصر  والمتضررة حميدة العجنقي والتي بعرض المنسوب له الانتهاك محمد الناصر عليها لاحظت  أنه قام بتعذيبها مباشرة وبمجابهتها بأقوالها أنها تعرضت للتعذيب من جديد بجرها من شعرها من قبل المدعو “حلاس”  لاحظت أنه فعلا تم ذلك قصد انتزاع اعترافات ولكنها لا تجزم بأن من قام بذلك هو محمد الناصر أو غيره ولكنها واثقة ومتأكدة من أن من خطط  كان  رئيس الفرقة مضيفة انه على خلاف ما جاء في استنطاق محمد الناصر فإنها تعرضت إلى أشد أنواع التعذيب  وان ما جاء في اقوال المنسوب له الانتهاك لا يرتقي إلى تهديد خاصة وأنه تبرأ من كل مسؤولية ولو بصفع أحد الضحايا، مستبعدا أن يكون أي أحد تعرض للاغتصاب بأحد مقرات وزارة الداخلية أو حتى مجرد التهديد به ذاكرا أن مهمته تقتصر على الاسترشاد والاستعلامات وان المصالح المختصة هي الجهة المسؤولة وإدارة امن الدولة، وقاطعته المتضررة بالقول ان عمليات استنطاقها وأعمال التعذيب الذي تعرضت له وتواصلت 11 يوما بمقر إدارة الاستعلامات وتمسكت حميدة العجنقي بأن مقر الاستعلامات هو المكان الذي تمت ممارسة التعذيب فيه عليها، ذاكرة أنها وعلى إثر قضاء العقوبة كانت تتردد على مقر الاستعلامات في مراقبة أمنية وتطرح عليها عديد الأسئلة حول بعض المعلومات حول المنتمين لحركة الاتجاه الإسلامي وذكرت أنها حضرت حوالي 3 مرات.
وفي الأخير لاحظ المنسوب له الانتهاك محمد الناصر أن الإدارة التي تقصدها حميدة العجنقي هي إدارة أمن الدولة.
وبمزيد التحرير على حميدة العجنقي والذي جاء في أقوالها أنه تم اقتيادها مع رفيقاتها إلى مكتب حلاس “الذي امرهن بعدم الاتصال بوسائل الإعلام والمنظمات الحقوقية وعدم القيام بفحص طبي وبخلاف ذلك سيتم اعتقالهن من جديد كما ذكرت أنه كشف لهن عن أوسمة ونياشين لقيادات عسكرية وانهم مروا من هنا وتعذبوا، وأكدت حميدة أن ذلك تم بالفعل وتم تهديدها وبقية أخواتها كما جاء على لسانها بلائحة الاتهام نقلا على رئيس الفرقة المدعو حلاس إلا أنها لا تجزم ان الماثل أمامها  هو نفسه المدعو حلاس غير أنها تتذكر جيدا أن هذا الإسم كان متكررا  وأنه كان يحمل صفة رئيس الفرقة.
ونفى المنسوب له الانتهاك ما نسب له مشيرا الى أن مكتبه لم يكن يحتوي على نياشين ورتب عسكرية مدعيا أن المكتب المقصود ربما كان يعود إلى مصلحة أمن الدولة.
إنكار..
وللاشارة فقد تم سابقا استنطاق المنسوب اليه الانتهاك محمد الناصر المكنى “حلاس” الانتهاك وذكر خلال سماعه بأنه خلال شهر سبتمبر سنة 1991  كان يشغل خطة مدير الإدارة الفرعية للأبحاث الخاصة المكلفة بمتابعة نشاط المعارضة وعلى رأسها حركة النهضة وكانت مهمته تنحصر في مراقبة وجمع المعلومات عن هذه الحركة التي بدأت في التحركات ملاحظا وأنه إثر عملية باب سويقة شن النظام جملة من الاعتقالات على القيادات والناشطين صلب الحركة بداية من شهر فيفري 1991 وكان من جملة المشمولين بهذه الحملة الصحبي الهرمي الذي كان مصنفا من القيادات الوسطى وبعض النشطاء والناشطات في العمل الخيري التابع لحركة النهضة ومن بينهن حميدة العجنقي وسلمى فرحات وفاطمة المثلوثي ملاحظا أن عملية بحث هؤلاء الثلاثة لا تتم عن طريق إدارته وأعوانه بل تتم عن طريق أعوان أمن الدولة بقيادة عز الدين جنيح ويتم تعزيز هذه الإدارة من إدارته بعد الطلب ويصبح الأعوان تحت قيادة أمن الدولة متى التحقوا بها للتعزيز ولا سلطان له عليهم ولا مسؤولية لأفعالهم إثر إلحاقهم بها.
مجابهة..
وبمجابهته بتصريحات الضحايا الذين تم إيقافهم بالإدارة الفرعية للأبحاث الخاصة وما بينوه من أن  المنسوب إليه الانتهاك  شهر “حلاس” كان يهددهن بالاغتصاب ويروعهن بأنه لا سلطان إلا سلطانه داخل إدارته وأنه عذب جنرالات عارضا عليهن رتبهم التي كان يحتفظ بها في مكتبه وغيرهم من الشخصيات المرموقة كمحمد مزالي وقيادات من الصف الأول لحركة النهضة، ذكر المنسوب اليه الانتهاك  أن كنية ” حلاس” كانت لقبا قديما لعائلته قبل أن يتغير وأن أحد أقاربه وزملائه في الدراسة  هو من روج هذا اللقب  وسربه للضحايا نظرا لأنه أصبح ينتمي لحركة النهضة، وبسؤاله عن احد المنسوب اليهم الانتهاك  أنكر معرفته به، نافيا أن يكون على علم به لأنه لا ينتمي لإدارته ملاحظا أن البحث لا يقوم من قبله ولا من قبل إدارته بل من قبل إدارة أمن الدولة.
وأضاف المنسوب إليه الانتهاك أن تصريحات الضحايا مبالغ فيها ولا يمكن أن تصل إلى حد ما جاء على لسانهن نافيا نفيا قطعيا ما جاء على لسانهن من أنه قام بتعذيبهن وغيره من المعاملة السيئة وأن مهمته تقتصر على جمع المعلومات نافيا أن يكون صدر عنه ما جاء على لسان المتضررة حميدة العجنقي من تهديدها وزجرها بعدم الاتصال بوسائل الإعلام أو المنظمات الحقوقية أو إخراج شهادة طبية تثبت تعرضها للتعذيب ذاكرا أن مكتبه كان بالطابق الأول بوزارة الداخلية، كما انكر المنسوب إليه الانتهاك  ما نسب اليه من تعذيب لضحايا آخرين مبديا استعداده لمكافحة الأطراف التي ادعت أنه قام بتعذيبها  وطلب عدم سماع الدعوى في حقه، واوضح أنه ربما تكون هنالك تجاوزات من قبل فرق البحث ولكنه يعتقد أنها لا يمكن أن تصل إلى حد تعرية الجسد ….
العابد

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.