في سابقة هي الاولى من نوعها في العالم العربي ينتظر ان يقع تعيين يهودي تونسي كوزير في حكومة مهدي بن جمعة الجديدة. ويتعلق الامر برجل الاعمال اليهودي التونسي ريني طرابلسي الذي سيعين حسب بعض التسريبات كوزير للسياحة في الحكومة التي سيعلن عنها الاسبوع المقبل.
وقالت جريدة المغرب في عددها ليوم الاحد ان "من المنتظر ان يقع تعيين التونسي المقيم بفرنسا روني طرابلسي كوزير للسياحة". وفي الحقيقة فان روني طرابلسي وهو نجل زعيم الطائفة اليهودية بيريز طرابلسي يقيم بين تونس وفرنسا حيث يملك شركة سياحة واسفار.
ويعرف روني طرابلسي في اوساط السياحة التونسية بكونه احد اكبر المشجعين على السياحة الاوربية الى تونس وخاصة في اوساط الجالية اليهودية (الدياسبورا) التونسية في فرنسا. ونظم ريني طرابلسي عشرات الرحلات ليهود تونسيين من مختلف انحاء العالم من اجل احياء عيد الغريبة الذي تحتفل به الجالية اليهودية في شهر ماي من كل عام.
ويعود اخر تعيين ليهود تونسيين في المناصب الوزارية في تونس الى عهد الرئيس الاول ومؤسس الجمهورية الحبيب بورقيبة حيث عين بورقيبة في اول حكومة له بعد الاستقلال كلا من البير بسيس واندري باروخ كوزيرين في حكومته.
وعملت الحكومات المتعاقبة منذ الاستقلال ، سواء في عهد الرئيس بورقيبة او في عهد الرئيس الثاني زين العابدين بن علي ، على حماية الجالية اليهودية ومحاولة ادماجها في المجتمع التونسي.
غير ان المؤرخين يعتبرون ان بداية تدهور وضعية اليهود التونسيين انطلقت منذ حرب الايام الستة -1967- بين العرب واسرائيل حيث تعرضت محلاتهم الى النهب ومعابدهم الى الحرق مما اضطر غالبيتهم الى مغادرة البلاد إما الى فرنسا او الى اسرائيل.
ويعيش في تونس اليوم حوالي ثلاثة الاف يهودي بين جزيرة جربة وتونس العاصمة ولكنهم لا يتوفرون على اي ممثل لهم في المجلس التأسيسي (البرلمان)
وتقول الارقام ان عدد اليهود التونسيين الذين استوطنوا في تونس قبل مجيء العرب المسلمين بلغ حوالي مائة الف في عهد الحماية الفرنسية.