وحينما سئلت عن قصة "لفافة الحرير" التي تتشبث بها بقوة، قالت:" أقسمت بأن أحضر قماشة حرير لرامي ليمشي عليها عندما يفرج عنه".
وتضيف والابتسامة لا تفارق وجهها:" اليوم هي فرحة عمري، أشعر بأن رامي ولد اليوم من جديد، وهذه الفرحة لم أذقها منذ 19 عامًا".
وما هي إلا لحظات حتى دخل ابنها رامي، برفقة اثنين من الأسرى الفلسطينيين الذين أفرجت عنهم إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء ضمن قائمة تتكون من 26 أسيرا 3 منهم من سكان قطاع غزة، فيما يقطن البقية في الضفة الغربية.
وحينها لم تتمالك الأم الفلسطينية نفسها، لتلقي بنفسها بين ذراعيه، كيف تطفئ بعضا من شوق استبد بها على مدار 19 عاما، حيث اعتقل نجلها في جويلية/ تموز 1994.
وفي منزل بربخ بمدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، أقامت العائلة احتفالا كبيرا بعودة ابنها.
ولم تسعف الكلمات الأسير المحرر، حليق الوجه صاحب العينين الخضراوين، ليعبر عن فرحته بالإفراج.
وقال بربخ لوكالة الأناضول للأنباء:" الفرحة كبيرة لا توصف وأنا سعيد جدا لأنني أرى الفرحة في عيني والدتي وأهلي وشعبي".
وتابع بربخ الذي وضع على رأسه الكوفية الفلسطينية:" أشكر الله الذي منّ علينا بالحرية، ثم أشكر الرئيس محمود عباس على جهوده".
وتشمل قائمة الأسرى المفرج عنهم 21 أسيراً ينتمون إلى حركة "فتح"، وثلاثة أسرى إلى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وأسير لحركة الجهاد الإسلامي، وأسير لحركة فدا.
والأسرى المفرج عنهم هم الدفعة الثالثة ضمن اتفاق يشمل 104 من الأسرى القدامي، تم بوساطة أمريكية بهدف دعم استئناف الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي للمفاوضات السياسية.
ويقبع قرابة 4800 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال الإسرائيلي، منهم 14 أسيرة فلسطينية، و حوالى 500 من القطاع، وبالإضافة إلى عشرات الأسرى الأطفال، حسب وزارة الأسرى في حكومة غزة المقالة.