قبل قرابة 30 سنة، وتحديدا يوم 12 ماي 1993، عثر عامل تونسي، خلال أعمال حفر لبناء متحف شمتو الواقع على الضفة اليسرى لوادي مجردة في ولاية جندوبة، على جرّة من الفخار تحتوي على 1647 قطعة نقدية ذهبية وقطعة واحدة من الفضة المغموسة في الذهب.
ويعتبر هذا الاكتشاف الأهم بالنسبة للمسكوكات الذهبية بشمال افريقيا ومن أهم اكتشافات النقود الذهبية في العالم بالنسبة للفترة الرومانية المتأخرة، وفقا للباحثين والخبراء.
ويقدّر الوزن الجملي للكنز الذهبي، 7.200 كلغ يعود وتاريخ سكّها (صناعها) إلى عهد الأباطرة الرومانيين، وتمّ على الأرجح في السنوات الأخيرة من حكم الامبراطور "هنوريوس" (324-395م).
ويدعم هذا الاكتشاف ما توصّلت إليه في السنوات الأخيرة البحوث التاريخية والأثرية من نتائج واستنتاجات أكدت الرخاء الهائل الذي كانت تنعم به البلاد التونسية قبيل الغزو الوندالي سنة 439 م.
وتمّ التعريف بهذا الكنز خلال زيارة مؤطرة للصحفيين الاربعاء 08 مارس 2023، إلى الموقعين الأثريين ببلارجيا وشمتو من تنظيم وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، للترويج إلى المخزون الثقافي التراثي للموقعين.
وأكّد محي الدين الشوالي، أستاذ البحوث التاريخية والأثرية بالمعهد الوطني للتراث والمتفقد الأثري بالمواقع الاثرية بالشمال الغربي، لحقائق أون لاين، على هامش الزيارة، أن "كنز شمتو"، عثر عليه أحد عمال أشغال بناء متحف شمتو سنة 1993، وهو يعتبر أهم اكتشاف ودليل على رخاء التونسيين خلال القرن الخامس ميلادي.
وأفاد بأن الكنز حاليّا في ألمانيا وسيتم جلبه إلى تونس، ليعرض في جناح مُخصص لاثار وكنوز شمتو في متحف باردو الذي سيفتح قريبا، مع الاشارة إلى أن هناك اتفاقية تعاون بين المعهد الوطني للتراث والمعهد الألماني للآثار بروما الذي انطلق منذ سنة 1965.
