توفي صباح اليوم الخميس 2 جانفي 2014 المناضل محمد صالح البراطلي في بنزرت عن سن ناهزت 86 سنة، وذلك حسب ما نقلته إذاعة موزاييك.
هو مناضل عرف بشهادة من حوله انه تحديه لكل الصعاب و بقائه ثابتا على مبادئه التي شب عليها وترعرع ولم يستطع سجانوه ولا معذبوه النيل منه رغم هول ما تعرض له .
سنة 1952 كانت موعد مشاركته في مظاهرة ببنزرت ضد احتجاز بعض النسوة في باجة من قبل المستعمر حيث كان رده مؤثرا على المستعمر انذاك فقد خطط للقيام بسلسلة تفجيرات قوية في اماكن حساسة هي الاولى من نوعها في البلاد كلها .
الحاج محمد الصالح البراطلي اشرك معه انذاك ثلة من أبطال تونس وكانت عملية تفجير مولد الكهرباء الضخم بالمدة وكذلك بحي الاندلس احدثت ضجة كبرى في البلاد والعالم .
وهي عملية جعلت الحاج البراطلي يصبح معروفا بين رفاق الحركة النضالية لا في بنزرت فقط بل وكذلك في كامل انحاء الجمهورية.
حياة مليئة بالاحداث والتطورات للحاج البراطلي سرعان ما عرفت تراجيديا مثيرة مع احداث الانقلاب على بورقيبة او التي سميت بـ«المؤامرة» حيث لعب محمد الصالح البراطلي دورا هاما واساسيا اذ كان حلقة الربط بين مجموعة بنزرت ومجموعة قفصة كما يؤكد الأرشيف، ليكون منفذ عملية تصفية بورقيبة، قبل ان يكشف امر الحركة ويحاكم بالاشغال الشاقة مدى الحياة.
وقبلها عرف البراطلي اشد انواع التعذيب والتنكيل خلال فترة البحث والتحقيق الى درجة انه لم يعد يقوى على المشي، الا أن جلاديه لم يظفروا منه بأي معلومة مثلما تؤكده بحوث المؤرخين وعائلته التي عرفت معه الترهيب والتعذيب وخاصة زوجته وابنته الكبرى التي عاشت يتيمة الاب طيلة 7 سنوات قبل ان تصل اول رسالة للمنزل وتعلمهم ان الحاج البراطلي حي يرزق .