خسرت الأمة العربية يوم أمس الخميس 18 سبتمبر 2014 علما من أعلامها وهو العالم والشيخ والشاعر اللبناني هاني فحص الذي يمثل التيار المعتدل والخط العروبي لدى الشيعة اللبنانيين.
وقد دفع ثمنا لمواقفه هذه الكثير وآخرها موقفه من تدخل حزب الله في الأزمة السورية فقد كان شوكة أمام الطائفية ووقف في وجه التيار الذي يريد استثمار الشيعة العرب في الصراعات الإقليمية ودافع عن خط عروبي يقول إن الشيعة هم عرب وليس من حق احد أن يجتثهم من بيئتهم ويجعلهم في خدمة إيران تحت مسمى ولاية الفقيه الإيرانية .وكان موقفه الأخير يحذر من ردود الفعل من المقلب الاخر أي التطرف السني التكفيري . وما ظهور داعش وغيرها من التعبيرات العنيفة إلا وجه من وجوه الشحن الطائفي ضد الشيعة المتأتي بالدرجة الأولى من التدخل الإيراني الذي أقحم حزب الله في حرب قذرة. فبدل الوقوف على الحياد أو مناصرة الشعب السوري تدخل حزب الله لقمع السوريين تحت راية ".ياعلي …ياحسين" … مما ساهم في توسيع الشرخ.
هذا الموقف عبر لي عنه في آخر لقاء جمعنا في مدينة مراكش ضمن مؤتمر حول " الخطاب الديني ، اشكالياته وتحديات التجديد" والذي قدم فيه ورقة مميزة نالت إعجاب جل الحاضرين حتى إن البعض تساءل هل هذا الخطاب يمكن أن يصدر عن شيخ شيعي .
فالسيد هاني فحص الى جانب انه عالم دين هو شاعر له العديد من الإسهامات ويعتبره البعض المتحامل عليه شيخا علمانيا ويصل الامر بالبعض الى نعته بانه شيخ بعثي لحبه الكبير للعراق وللعروبة ولأنه لم يقف في الصف الإيراني خلال حربها مع العراق. اليوم يودع لبنان والأمة العربية شيخا مستنيرا حارب الطائفية وحاربه مستثمروها وحاصروه وكالوا له شتى التهم لكنه لم يتراجع وبقي صامدا. لقد شكلت وفاته خسارة للجميع وللتيار المدني في لبنان والعالم العربي. لك الف تحية مني ، ابنكم الهادي غيلوفي من تونس.
رحم الله شيخنا الجليل.