وفاة آدم بوليفة تعرّي “الفردانيّة السلبية” للمجتمع التونسي

هبة حميدي-

أصبح التونسي بين الفينة والاخرى يستيقظ على قضية رأي عام تهز المجتمع بعد ان كانت مثل هذه الاخبار تتداول بشكل ضعيف ويكاد يكون مقترفوها بمثابة "الاسطورة" التي تتداولها الاجيال، غير ان التحولات التي شهدتها تونس منذ 2011 أدّت الى تنامي الجريمة بنسق سريع وغير مسبوق خلقت حالة "تعود" لدى الجمهور المتلقي لهذه الأخبار.

واللافت للانتباه والذي يثير الغرابة احيانا هو السلوك الذي اصبح يلازم التونسي، بصفته فردا غير مبال بما يتعرض له ابن وطنه ! فرغم حالات التحرش في القطارات وعمليات السلب والسرقة في الاماكن العامة وفي وضح النهار وجرائم العنف والقتل، لا نجد التونسي ملتفّا حول التونسي، ولا يكرس مقولة "التونسي للتونسي رحمة"!

ومن هنا وفي إطار التفاعل مع الجوانب المحيطة بالجريمة التي شهدها ملهى "الماديسون" التي أودت بحياة شاب يافع في مقتبل العمر، يطرح سؤالا حول كيفية توثيق الحضور لعملية تعنيفه من قبل الحرّاس دون ايّ تدخل من ايّ شخص للتهدئة او لفض النزاع؟

ويقول أستاذ علم الاجتماع في جامعة تونس محمد الجويلي، في حديثه لحقائق اون لاين، ان عدم رد الفعل والتدخل لفائدة الاخر في الاوقات الحرجة ياتي في اطار التمظهرات السلبية  لما يسمّى الفردانية التي اصبحت تغلب على سلوك الفرد، وبالتالي هناك توجه فرداني سلبي لدى التونسي يجعله متمحورا ومرتكزا على ذاته غير عابئ بما يحدث لغيره.

وبيّن أن التوجه الفرداني السلبي يترك جزء ضئيلا جدا للاخر وهو ما يخلق نوعا من اللامبالاة  تجاه الاخرين، حيث يشعر الفرد بأنه الشخص الوحيد القادر على حلّ مشاكله  ومواجهة مصيره، وبالتالي فهذا الشعور يعزز مكانة الانا امام الاخر.

وعن اسباب هذا التوجه لدى الفرد في المجتمع التونسي، أرجع محدّثنا مسؤوليّة ذلك الى مؤسسات التنشئة من المدارس ودور الثقافة والمساجد والقضاء والإعلام وغيرهم من مكونات المجتمع، موضحا  أنّه يوجد حالة وهن وضعف في مؤسسات التنشئة، حيث ان الفرد لا يجد اجابة عن حاجيته في مختلف القطاعات، ممّا ولّد شعورا لديه بأنه وحيد وبالتالي عليه التصرّف وايجاد إجابة وايجاد حلّ بمفرده.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.