20
مروى الدريدي-
وصفت المحامية ورئيسة مبادرة "تونسيون من أجل قضاء عادل" وفاء الشاذلي، المجلس الأعلى للقضاء، بمجلس الجماعة، في إشارة منها إلى حركة النهضة، معتبرة أنه تحول إلى "حزب معارض"، وفق تقديرها.
وقالت وفاء الشاذلي في كلمة ألقتها في سيمينار الذاكرة الوطنية بمؤسسة التميمي للبحث والعلمي والمعلومات اليوم السبت 08 جانفي 2022، "ننتظر مرسوما رئاسيا بحلّ المجلس، المخترق حدّ النخاع"، وفق تعبيرها.
وأفادت الشاذلي بأن المجلس منبثق عن دستور 2014، وأن حركة النهضة مكّنت جماعتها من هذا المجلس، الذي يحدّد أهم شيء في مرفق القضاء وهو المسار المهني للقضاة (التعيين والتأديب)، فضلا عن أنه المهيمن عليه.
وقالت "إن الكثير من أعضاء المجلس تابعين لحركة النهضة وتم تزينه ببعض المستقلين"، ومن بين هؤلاء الأعضاء وفقا لوفاء الشاذلي، زوجة قيادي بحركة النهضة ورئيسة أولى لمحكمة الاستئناف وتقود القطبين (قطب مكافحة الارهاب والقطب المالي)، ومحامي مرتبط عقائديّا بحركة النهضة ودافع عن رفيق عبد السلام في قضية المليار الصيني ورافع أيضا في قضايا ارهاب، بالاضافة إلى شقيقة النائب المجمد عن النهضة بشر الشابي والتي تشغل منصب نائبة رئيس المجلس، علاوة على رئيسه الذي عين برتبة ثانية وحتى يتمكن من رئاسة المجلس الاعلى للقضاء تم منحه الرتبة الثالثة، ومن اعضائه أيضا قاض تلاحقه قضية اخلاقية ويشغل منصبا في محكمة التعقيب، وفق قول الشاذلي.
وبخصوص المسار التاريخي للقضاء، قالت وفاء الشابي، كان قضاء الاستبداد وقضاء البايات ثم قضاء المستعمر الفرنسي ثم قضاء دولة الاستقلال حيث تم انشاء مؤسسة وكيل الجمهورية التي تغولت في وقت من الاوقات، ثم جاء قضاء بن علي وقد ظهر حينها ما سمي بـ"قضاء الكولوارات"، وكان التحقيق تابع لبن علي وللطرابلسية، وهم المتحكمون به باعتبار وزير العدل هو من يأتمر به القضاء، إلى أن جاءت ثورة 2011، واصبح هناك قضاء الجماعة، وقد كانت النهضة تتحصن بالقضاء لتضمن بقاءها، على حد تعبيرها.
يشار إلى أن موضوع سيمينار الذاكرة الوطنية في مؤسسة التميمي هو إصلاح القضاء بعد الثورة: المعمول والمأمول.