2
حقائق أون لاين-
أعلن رجل القانون والوزير السابق الصادق شعبان استقالته من حركة مشروع تونس واعتزاله السياسة.
وبرر شعبان قراره في تدوينة على صفحته بفايسبوك، قال فيها "إنّ قرار اعتزال السياسة يعود إلى أنّه سئم من المساومات و من المراكنات وكرهه الطعون الخفية”، وفق تعبيره.
للاشارة فإن الصادق شعبان قد تقلّد عديد المنـاصب السيـاسية، منها وزيرًا للعدل (5 سنوات) ووزيرًا للتعليم العالي والبحث العلمي (5 سنوات) ومستشارًا للرئيس السابق زين العابدين بن علي.
وفي ما يلي نص التدوينة التي نشرها:
"سوف أغادر السياسة
و لكني لن أغادرك يا وطني
درست السياسة و درّست …
تملٌكت ماكيافيل – هذا الذي ما اقنعني ابدا ، أو انا ما فهمت …
احببت علمي و احببت طلبتي … لم ار الفشل و ما أر الخيبات …
و اليوم يا تونس …
أغادر السياسة … دون أن أغادر اسمك و محيّاك …
كنت اسبح في عالم النظريات … أعرض كيف يكون النمو السياسي … و ما هي المبادئ و القيم و المثاليات …
في مدارج الجامعة ، و في بداية عهدي بالواقع و بالممارسات …
و لكني يا تونس اليوم…
أغادر السياسة … سئمت من المساومات و من المراكنات … كرهت الطعون الخفية … لم اعد ألقى البعض مما سردته في الكتابات …
سبحت في أحلام الوطن كل شبابي ، و بعد الكهولة صدمتني الحياة …
ثورة ما قدرت فهمها ، احزاب ، قوانين، مؤسسات … و زعامات تتدايك مع زعامات ..
يا تونس اليوم ما قدرت أن أوفق…
بين حب الوطن … و بين هذا الصراع الذي لا ينتهي .. و تهافت الانانيات …
قررت أن أترك السياسة … كل الأحزاب … كل الاجتماعات … كل الصفحات …
قررت ألا انتمي … و الا انحني ..
الا لك انت يا وطني …
يا مالك الأرض… و مالئ السموات…
إفتكوا ألقابي … و شهاداتي … و جوازاتي … باسم ما ترون من عدالة …
إفتكوا كل رحلاتي … باسم ما ترون من تراتيب و ترتيبات …
إنتزعوا صوتي إن أردتم … صادروا قلمي … هدموا سقفي …
انا امنت بك انت فقط يا تونس
ما ثقت أبدا في سيادة مستوردة … في قرار متلو … في أموال نازحة …. و لا في حمايات…
ترقبي قليلا …
او ربما انتظري طويلا …
حتى يكفّ نبع الأحزاب… و يخفت صياح المحللين …
ترقبي تواضع الزعامات … اتحاد الوسط و تجمّع الشتات …
لما تستقر القوانين … و تصبح الدولة دولة و تصبح المؤسسات مؤسسات…
أكون موجودا يا وطني
أكون مستعدا … متطوعا … لأشارك من مثلي …
لنعيد الابتسامة لتونس … و نعيد إليها حلاوة الأوقات …"
الصادق شعبان
3 جويلية 2019