أفاد وزير الفلاحة والموارد والصيد البحري، سمير الطيب، أنّ التحقيق الذي فتحته الوزارة لتجاوز الاخلالات في توزيع البذور الممتازة والاستفادة منها في المواسم القادمة، اظهر وجود اشكالات في المقاييس المعتمدة مؤكدا ان الوزارة ستتخذ الاجراءات الضرورية للتصدي لظاهرة التلاعب بهذه البذور وحتى تكون عملية توزيعها اكثر شفافية.
وقد تساءل النائب الهادي صولة، السبت خلال جلسة اسئلة شفاهية، لوزير الفلاحة، عن الاجراءات التي اقرتها الوزارة لمعالجة اشكال عدم استغلال البذور الممتازة على الوجه الامثل وسبل تفادي التلاعب بها مستقبلا.
وقال إنّه لم يتم خلال موسم 2018/2017، استغلال كميات تتراوح بين 40 و60 الفا من البذور الممتازة كان من المفترض ان تساهم في تحسين مردود قطاع الحبوب (قمح لين وصلب وشعير وتريتيكال) والتقليص من واردات البلاد من هذه المواد.
ولفت صولة الى ان نسبة استغلال البذور الممتازة تراجعت الى 10 بالمائة حاليا، مقابل 15 بالمائة في مواسم سابقة وهو ما يعد دون الهدف المنشود المقدر بنسبة 40 بالمائة (مقابل 50 بالمائة في دول منافسة) ملاحظا لجوء الفلاحين الى اقتناء البذور من السوق السوداء وهو ما يؤثر على مردود موسم الزراعات الكبرى، بالنظر الى ما يوجد بها من شوائب.
واكد وزير الفلاحة ان النتائج الاولية للبحث الذي فتحته الوزارة ابرزت جملة من الاشكالات تهم المقاييس المعتمدة منذ سنة 2014، وهي تهم عدد المراكز وكميات الحبوب المجمعة وكميات البذور الموزعة السنة المنقضية. علما وان عملية توزيع البذور الممتازة تشرف عليها لجنة تخضع لاشراف الادارة العامة للانتاج الفلاحي.
واردف موضحا أنّ الاشكاليات تتصل، اساسا، بعدم وجود اجراء لضمان تسديد كامل الحصة الموضوعة على ذمة الحريف من البذور الممتازة وكذلك عدم وجود اي اجراء يسمح بالتصرف في الكمية الموضوعة على ذمة الحريف (تبقى على حالها دون التمكن من التصرف فيها).
كما لا يتم الاخذ بعين الاعتبار، ضمن المقاييس المتعلقة بالحبوب المجمعة، عدد الفلاحين اي انه يمكن تخصيص حصة لاي حريف (تاجر) وليس بالضرورة فلاحا.
واشار بالطيب الى ان اعتماد مقياس عدد المراكز خاطئ وانه كان من المفروض اعتماد طاقة خزن المراكز لافتا الى عدم وجود شفافية في اعتماد مقياس قبول العينات واجال تحليلها فيما وصف ارتباط المقياس المتعلق بالكميات الموزعة بالظروف المناخية بانه غير موضوعي.
وأبرز ان المساحات المخصصة للاكثار من البذور الممتازة بلغت 22 الف هك منها 18 الف هك لدى الشركات التعاونية المركزية للبذور والبقية لدى الشركات الخاصة، ملاحظا ان حالتها العامة طيبة ويقع جلها في الشمال..
وذكر الوزير ان المساحات النهائية المبذورة حبوبا بلغت 15ر1 مليون هكتار مقابل 24ر1 مليون هكتار اي ما يمثل 82 بالمائة من المساحات المبرمجة.
وأفاد بان نمو المزروعات هي بين الحالة الحسنة في المناطق الملائمة لزراعة الحبوب (باجة وجندوبة وبنزرت)، اين فاقت التساقطات المطرية المعدلات العادية لشهر مارس، فيما هي في حالة سيئة في بقية المناطق التي لم تكن فيها التساقطات المطرية كافية.
المصدر: وات