“حكاية مأساوية” لعدد من خريجي علوم التربية: وجه جديد للاشكاليات بوزارة التربية

 أمل الصامت –

يبدو أن الملفات الشائكة في وزارة التربية لا تقتصر على تسوية وضعيات المدرسين النواب والاشكاليات المتعلقة بمناضرة "الكاباس" والنقص في الإطار التربوي والوضعيات المزرية لعدد من المدارس في المدن كما في الأرياف، دون الحديث عن سلبيات المنظومة التربوية ككل والاصلاحات التي لم تجد بعدُ طريقها إلى التفعيل…

كل هذه الاشكاليات قد تتبادر إلى ذهنك فجأة، بمجرد الاستماع إلى "الحكاية المأساوية" التي اختارت الشابة أميمة كيال روايتها عبر حقائق أون لاين، وهي خريجة علوم التربية بالمعهد العالي للغات بقابس حديثا.

"حكاية مأساوية" -مثلما وصفتها صاحبتها- انطلقت بمجرد توزيع مناطق التعيين على خريجي علوم التربية لهذه السنة، إذ أصدرت وزارة التربية يوم 15 سبتمبر الفارط، بلاغا تحت عنوان "تسجيل اختيارات المتحصلين على الشهادة الوطنية للإجازة التطبيقية في التربية والتعليم في نهاية السنة الجامعية 2019-2020"، أفادت من خلاله بإمكانية اختيار المدرسين للولايات التي يريدون المباشرة فيها من خلال 6 خيارات حسب الترتيب المرغوب، ولكن ما راع أميمة و34 من زملائها إلا وأنه تم توجيههم إلى مدارس متفرقة تابعة لولاية القيروان التي لم تكن ضمن قائمة اختيارتهم البتة، وفق تعبيرها.

وتساءلت أميمة في هذا السياق، عن المعيار الذي اعتمدته الوزارة في توجيهها وزملائها لهذه المنطقة، باعتبار أنه من المستحيل أن يكون معدل التخرج هو السبب إذ تأكدت من أن عددا من الذين هم أقل معدلات منها ومن زملائها المعنيين تم تعيينهم بولاياتهم أو بولايات قريبة وضعوها ضمن قائمة اختياراتهم، مرجحة أن المحسوبية لعبت دورها في هذا الإطار، حسب تقديرها.

وتابعت بالقول: "راهنا على مدى 3 سنوات على معدلات قوية حتى نستطيع التدريس في مناطق تابعة لولايتنا أو قريبة منها ولكن ما راعنا إلا أننا نفينا إلى مناطق لا تتوفر فيها أبسط المقومات للقيام بعملنا كما يجب.. ورغم ذلك قبلنا بالأمر وحاولنا التأقلم مع الأوضاع إيمانا منا بنبل الرسالة.. وحتى السكن الذي استطعت الحصول عليه يبعد 25 كلم عن مكان المدرسة التي لا يتوفر فيها نقل بعد الساعة الخامسة مساء.. ولولا أن رجلا ابنته صديقة شقيقتي على الفايسبوك صدفة، تطوع لاستقبالنا ببيته القريب من المدرسة أنا وزميلة لي لما استطعنا المباشرة أمس الأول".

هكذا روت أميمة كيال حكايتها وحكاية زملائها وزميلاتها، معبرة عن تخوفها وإياهم من الظروف الخطيرة المحيطة بهم في مناطق ريفية لا يعرفونها ولا تعرفهم، رغم ان مناطق مشابهة تتبع ولاياتهم تعاني نقصا في الإطار التربوي، ولكن لم يتم الحاقهم بها.

للمأساوية وجه آخر..

خريجو علوم التربية بالمعهد العالي للغات بقابس لسنة 2020 الـ35 الذين تم تعيينهم في مدارس تابعة لولاية القيروان، عانوا قبل التعيين، مرارة الانتظار، إذ لم تتم مراسلتهم بالتعيين إلا يوم 18 أكتوبر الجاري أي شهرا بعد انطلاق السنة الدراسية، لتزيد مشقة البحث عن مساكن قريبة من المدارس التي وجهتهم الوزارة إليها للإقامة فيها من معاناتهم من جهة، ومزيد تعطيل سير السنة الدراسية للتلاميذ من جهة أخرى.

فأميمة مثلا لم تستطع المباشرة سوى يوم الثلاثاء 27 أكتوبر 2020، وهي مدرسة الفرنسية التي تم تكليفها بتدريس أقسام الخامسة والسادسة ابتدائي بمدرسة السرج التابعة لمعتمدية الوسلاتية، والتي أكدت محدثتنا أن تلاميذها بقوا دون مدرسي فرنسية وعلوم منذ انطلاق السنة الدراسية.

كل هذه الاشكاليات زد عليها عدم تمتع المتعاقدين الخارجيين قبل الانتداب بأجر منتظم رغم أن الوزارة تعهدت زمن حكومة الفخفاخ باعتبار سنة العمل قبل الانتداب، سنة تعاقد خارجي مدفوعة الأجر.

وللإشارة فقد كان وزير التربية السابق محمد الحامدي قد اكد انتداب خريجي شعبة علوم التربية حاملي الاجازة التطبيقية لدفعة 2019 ابتداء من سبتمبر 2020، انتداب خريجي شعبة علوم التربية حاملي الاجازة التطبيقية لدفعة 2020 ابتداء من سبتمبر 2021.

 

 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.