سناء عدوني-
علاج مقطوع، توظيف ممنوع ووصم اجتماعي مضمون
بأنامل مرتعشة ماسكة بعلبة دواء أخيرة تحصلت عليها بشق الأنفس وصوت حزين وجفون ملؤها الدموع، تسرد مريم -اسم مستعار- العقد الثالث- لحقائق أون لاين بألم قصتها في التعايش مع فيروس نقص المناعة البشري المعروف بـ"السيدا" وتنقل لنا جزءا من حياتها في ماراطون يومي ينقسم على رحلتين، أولها حصة صباحية للبحث عن أدويتها النادرة والمقطوعة ثم جولات متفرقة بين مقاه ومحلات ومتاجر للبحث عن وظيفة، تتجول بين الشوارع والأنهج وسط العاصمة لتعود بخيبة أمل حيث تواجه صراحتها حينما تفصح عن تعايشها مع المرض المزمن بعنف لفظي شديد يرفقه وصم اجتماعي كلما حملتها الصدف إلى المرور بذلك المكان مرة أخرى.
قصة مريم تتكرر مع سليم -اسم مستعار- وهو شاب ثلاثيني متعايش مع الفيروس، تخلى عن صراحته وخيّر اخفاء مرضه المزمن يقول "لماذا أفكر في مجتمع لا يحس بي ويُقصيني" ، حيث يتحدث بمرارة عن عدم ايجاده لوظيفة مناسبة نظرا لعدم قدرته على اشتغال وظائف تتطلب جهدا كبيرا ونفور الناس ووصمه حين تصريحه بمرضه ليختار الانقطاع عن العمل الأمر الذي تسبب له في العجز عن العلاج خصوصا مع ندرة الأدوية وانقطاعها واضطراره للتزود بها من الخارج مما أجبره على التكتم وضمن له مكانة دائمة في طوابير العاطلين عن العمل، وغيره كثيرون وكثيرات ليكون الاقصاء وحده معممٌ بالتساوي بين المتعايشين مع السيدا.