يسرى الشيخاوي-
“والدقلة والزيتون وهدية تونس للأوروبيين وديبلوماسية النائمين” مقولة استثنائية قد تنطبق على ما ورد في مقال نشر في صحيفة “لوموند” الفرنسية تطرّقت فيه إلى تصنيف تونس في القائمة السوداء للدّول المعرّضة لتبييض الأموال وتمويل الإرهاب ورفض البرلمان الأوروبي اقتراحا لإلغاء إدراج تونس في القائمة التي أعدّتها لجنة الشؤون المالية بالاتحاد الأوروبي.
وسادت المقاربة التقنية على المقاربة السياسية للنواب المتعاطفين مع تونس من المحافظين والاجتماعيين الديمقراطيين الذين أبدوا حساسية تجاه تصنيف تونس، معتبرين أنه من شأنه أن يقوّض الديمقراطية الناشئة، وفق ما ورد في المقال.
وأكّد ذات المقال أن حجة الحفاظ على الديمقراطية الناشئة وهدايا صفيرة تتمثل في الدقلة التونسية وزيت الزيتون التي أرسلت لنواب من البرلمان الاوروبي لم تحل دون تصنيف تونس من ضمن الدول الأكثر عرضة لتبييض الاموال وتمويل الإرهاب.
زيت الزيتون والدقلة التونسية التي اعتبرها المقال الوارد في صحيفة “لوموند” الفرنسية هدايا صغيرة، هما بالأساس قيمتان ثابتتان في الموروث الثقافي التونسي وفي المخيال الجمعي.
ومن عادات التونسيّين إهداء زيت الزيتون والدقلة للضيوف ويبدو أن هذه العادة قد تحرّرت من البعد الوطني وتخطّته إلى الكونية ومرّت من سياق غير رسمي إلى آخر رسمي لترسل بعض الشخصيات التي يرجّح انتماؤها إلى الدائرة الرسمية دقلة وزيت زيتون إلى بعض أعضاء البرلمان الأوروبي، وفق ما ورد في مقال ” لومند”.
الدقلة وزيت الزيتون الذي اعتبر وزير الفلاحة سمير الطيب في وقت سابق أنه ليس من ثقافة التونسي الاستهلاكية، باتا وسيلة لإرشاء البرلمانيّين الاوروبيّين، وسط صمت مدقع من الديبلوماسية التونسيّة.
ويمر يومان على صدور مقال صحيفة “لومند”، والديبلوماسية التونسية ممثّلة في وزارة الخارجية لا تحرّك ساكنا إزاء اتهام مبطّن بمحاولة إرشاء برلمانيين.
ويبدو أن الجهات الرسمية التونسية خيّرت أن تغرق في النوم وتواصل انتهاج سياسة النعامة ولم تعقّب على ما ورد في مقال الصحيفة الفرنسية، فيما يظل النخل وشجر الزيتون شامخا.
