قسم الأخبار-
نشرت هيئة الحقيقة والكرامة على موقعها الرسمي شريطا وثائقيا فرنسيا يشير إلى أنّ بنزرت كانت ستكون قاعدة عسكرية للسلاح الفرنسي، ويؤكّد الأهمية الإستراتيجية لهذه القاعدة بالنسبة للفرنسيين.
وأوضح رئيس لجنة حفظ الذاكرة عادل المعيزي في تصريح لوات اليوم السبت، أنّ هذا الشريط منشور على موقع مؤسسة وطنية للسمعي البصري بفرنسا، وقامت الهيئة بنشره في إطار أعمالها المتعلّقة بكشف الانتهاكات الجسيمة التي تعرّض لها التونسيون خلال معركة بنزرت، ولتوضيح التصريحات الإعلامية لرئيسة الهيئة مؤخّرا والمتعلّقة بالنفاذ إلى الأرصدة الأرشيفية التاريخية الخاصة بتونس والموجودة بفرنسا.
وجاء بالشريط الوثائقي واستنادا إلى تصريح الأميرال قائد القاعدة العسكرية ببنزرت، بأنّ هذه القاعدة تلعب دورا استراتيجيا في الحرب الباردة، وأن فرنسا سعت قبل اندلاع أحداث ساقية سيدي يوسف لاستغلال الموقع المتميّز لبنزرت كقاعدة عسكرية بحرية، وأنّ الهدف المحدّد هو جعل بنزرت واحدة من القواعد القليلة في العالم القادرة أن يكون لها دور في صورة اندلاع حرب ذرية وذلك بالتصدّي لأي هجوم نووي.
كما بيّن أنّ القاعدة تكتسب أهميتها لأنه تم بناؤها على عمق 100 متر تحت الأرض في الصخور، وأن العسكرية الفرنسية شرعت في حفر هذه القاعدة وانتهت من بناء مشروعين بصفة كلية لكن توقفت الأشغال بشأن المواقع الثلاثة بسبب أحداث 1958.
وأوضحت اعترافات بعض القادة الفرنسيين أنّ قاعدة بنزرت مثلت لدى الفرنسيين مركز قيادة في شمال افريقيا نحو الشرق وكذلك محطّة خدماتية للسفن الكبيرة للتزوّد بالذخيرة والوقود، وأنّ القادة الفرنسيين اعترفوا أن قاعدة بنزرت جاهزة لأي هجوم ذري وهي مضادة للنووي وأن جميع المواقع تحت الأرض جاهزة لحمل القنابل الذرية التي تمت تجربتها في الولايات المتحدة وأن التجهيزات تحت الأرض لهذه القاعدة تجعلها ثاني أهم قاعدة عسكرية في العالم.
كما كشفوا أن مهمتهم في قاعدة بنزرت في معركة 1961 كانت حماية تجهيزات القاعدة وتحديدا التجهيزات الذرية والاستيلاء على ضفاف بنزرت من أجل ضمان حريّة حركة العسكريين الفرنسيين، وأنّ الهدف من صدّ تحرّك الجيش التونسي المدعوم من المدنيين وقتها هو حماية ضفاف قاعدة بنزرت وقنواتها.
وكانت رئيسة الهيئة سهام بن سدرين قد كشفت في تصريح إذاعي أنّ الهيئة تحصّلت على أرصدة أرشيفية موجودة في فرنسا تتعلّق بتونس وأنّها ستطلب من الدولة التونسية ضمن توصياتها النهائيّة استرجاع أرشيفها الموجود هناك.
وأبرزت أن الهيئة بحثت في الأرشيف التونسي الموجود في فرنسا عن وثائق تتعلق بمعركة ببنزرت سنة 1961، موضّحة أنّها وجدت معطيات في هذا الأرشيف لكن وجدت كذلك أوعية فارغة توجد بها أوراق تفيد بإخفاء مضامينها قيل لها أنّ هناك أرشيفات سريّة لا يمكن كشفها.
وقالت “إنّ الهيئة تحصّلت بطرقها الخاصة على بعض من هذه الأرشيفات المخفية بطرقها الخاصة وهي طرق قانونية لكن طلب منها حماية المصدر”.