سنطبق الشريعة لكن ليس الآن… سنقيم الدولة الدينية لكن ليس الآن… المجتمع غير مهيإ… هذه الآيات كانت صالحة في زمانها وتتطلب اجتهادا …لسنا المقصودين من هذه الآيات… التصالح مع الهوية … التصالح مع الجذور …تطرف علماني … الإخوان تطوروا وأصبحوا علمانيين وديمقراطيين …
هكذا تتكون داعش رويدا رويدا لتطلّ عليكم على حين غفلة لتثبت لكم أن تطبيق الشريعة ممكن الآن.. وأن إقامة الدولة الدينية ممكن الآن.. وأن تلك الآيات نزلت لأمثالكم وأنها صالحة إلى يوم الدين …
من يزرع في حقل الإخوان يجني تنظيم القاعدة. ما يجري في الشعانبي هو تكثيف لما يجب أن يقوم به الإخوان. ما يجري في الشعانبي هو تكثيف لنظريات السيد قطب في عدد قليل. ما يجري في الشعانبي هو تكثيف للمنهج الإخواني الحقيقي الذي اضطرت حركة النهضة لتحريفه عبر سياسات ضبط نفس مع الاكتفاء بإرسال التلميحات والإشارات الضمنية التي تولّى الشيخ شورو والشيخ اللوز وغيرهما أمر تمريرها إلى الأجنحة الموازية الأكثر التزاما بالمنهج الإسلامي الإخواني القطبي السليم والخالي من الشوائب.
هناك اعتقاد سائد في المخيال التونسي العام بأن خطر الأفغنة والدعدشة بعيد عن تونس لأن التونسيين وسطيون "بطبيعتهم" و لأن المجتمع التونسي "محصّن". وغالبا ما يعوّل التونسي على الرفض الشعبي الكاسح للإرهاب وعلى المنظومتين الامنية والعسكرية اللتين ما زال يثق فيهما رغم كل ما جرى. وهذا فيه كثير من التسطيح والاستغفال، فانتفاضة 17 ديسمبر 2010 أثبتت كيف أن المنظومة الأمنية تحولت من غول مخيف إلى قزم عندما تحرّك الشارع بعنف مسببا انفلاتات أمنية كاسحة رغم أن السلاح كان غائبا تماما لدى المحتجين.
عندما تقع انفلاتات امنية كاسحة مستقبلا ستكون التنظيمات الجهادية رغم قلة عددها قادرة على بسط النفوذ على عديد الأحياء الكبرى والقرى. وبهذا ستتغير المعطيات تماما وسنرى مبايعات كاسحة لهذه التنظيمات باعتبارها تمثل سلطة جديدة، وهذه المبايعات ستكون على أسس إيديولوجية ومصالحية أو حتى على أساس الخوف واتقاء الشر. هذا بالإضافة إلى فئة واسعة من الشباب والمراهقين الذين سيتحمسون للاندماج في هذه التنظيمات التي ستوفر لهم مكتسبات ما كانوا ليحلموا بها، من سلطة ونفوذ وجاه ومال وانتقام من القواعد التي حكمت حياتهم وقهرتهم اجتماعيا وماديا …