هذه الجهات هي التي تريد اغتيال الشيخ راشد الغنوشي!

أثار خبر التحذير المخابراتي من اغتيال الشيخ راشد الغنوشي اهتماما اعلاميا وسياسيا واسعا، كما بعث الخوف من جديد في الشارع التونسي من العودة إلى مربع العنف والفوضى الذي تحركه أياد خبيثة وخفية وخطيرة. وأثار التحذير الصادر عن أكثر من جهة رسمية ومخابراتية أجنبية الكثير من الأسئلة عن الطرف المستفيد من مثل هذا التهديد وتنفيذه لا قدر الله، ولماذا يقع استهداف الشيخ راشد الغنوشي تحديدا رغم حرصه البالغ والذي شهد به العدو قبل الصديق على الوحدة الوطنية والوفاق الوطني؟ ولماذا يأتي التحذير من طرف أجنبي وأين المصالح الأمنية التونسية والاستخباراتية تحديدا في العمل الاستباقي وحماية الامن الوطني؟ ولماذا تزامن تهديد الشيخ راشد مع تهديد السيد حسين العباسي الأمين العام لاتحاد الشغل؟ وهل هناك شخصيات أخرى ضمن قائمة التهديدات بالتصفية الجسدية؟

أسئلة عديدة تؤكد كلها أن المرحلة التي تعيشها تونس مازالت صعبة وتحتاج الى حذر كبير ووحدة وطنية صلبة، والى مجهود جبار لكشف الخيوط الخفية لأخطبوط الاغتيالات والعنف، الذي يبدي اصرارا عجيبا على اغتيال التجربة التونسية ودفن أهداف ثورة 14 جانفي.

لماذا الشيخ راشد؟

رغم انه يمثل في نظر الرأي العام الداخلي والخارجي صمام أمان لنجاح تجربة الانتقال الديمقراطي بجمعه بين شخصية المفكر والسياسي المرن والمعتدل والواقعي، ورغم تصريحاته التي تؤكد جميعها على احترام الجميع في العمل المدني والسلمي وعلى حرصه على حسن العلاقة مع مختلف الاطراف الوطنية والدولية، ورغم التنازلات الكثيرة التي أقدم عليها كزعيم اكبر قوة سياسية في البلاد، فإن  جهات عديدة بدت قلقة جدا من الدور الذي يلعبه الشيخ راشد الغنوشي في المشهد السياسي بعد الثورة، وخاصة بعد نجاحه الذي فاجأ به الجميع في الحوار الوطني والذي كان البعض يراهن ربما على فشله لبث الفوضى في البلاد وتحقيق اهداف سياسية بعيدا عن ارادة الشعب.

هذا التهديد الجدي والذي جاء متزامنا مع تهديد العباسي يؤكد أن نجاح الحوار الوطني كان القطرة التي أفاضت الكأس بالنسبة لمحترفي الاغتيالات. فأهم شخصيتين في نجاح هذا الحوار هما الشيخ راشد الغنوشي والسيد حسين العباسي، فالأول بوزنه السياسي ووزن حركته، والثاني بوزنه الاجتماعي وتاريخ المنظمة الشغيلة الاولى في البلاد.  وهكذا جاء التهديد ردا على نجاح الحوار مما يعني أن من يقف وراءه كان يراهن على الفشل وعلى مزيد تعميق الأزمة. وأن الجهة او الجهات التي عادت الى خيار الاغتيال مرة أخرى بعد اغتيال زعيمين سياسيين في السابق حريصة كل الحرص على وأد التجربة التونسية واحداث فتنة داخل الصف الوطني.

الجهات المستفيدة

بقطع النظر عن الجهة المنفذة والتي من واجب القضاء والجهات الامنية الكشف عنها للرأي العام، فإن هناك جهات ولوبيات متشابكة أصبحت مغتاظة من دور الشيخ راشد الغنوشي ومن إمكانية نجاح تجربة الانتقال الديمقراطية في تونس وهذه الجهات يمكن حصرها في:

  • التيار التكفيري الرافض للديمقراطية ولدور حركة النهضة الوسطي عموما، وهو تيار واسع وقابل للاختراق وله امتدادات دولية وإقليمية مثيرة. هذا التيار ينظر الى الشيخ راشد الغنوشي كعدو، ويكفره، ويعتبره حجر عثرة امام طموحاته ومشروعه لاقامة إمارة اسلامية.
  • قوى ولوبيات الثورة المضادة ونظام المخلوع والتي تملك المال والخبرة والدولة ووسائل الإعلام وامتدادات دولية وصداقات قديمة مع جهات مشبوهة في عدد من دول العالم. وقوى الثورة المضادة هي أخطر ما يمكن ان تواجهه التجربة التونسية الوليدة لأنها جهات متمكنة وحريصة على العودة للسلطة وعلى إفشال أي خطوة نحو النجاح والاستقرار لأن في النجاح نهايتها وفي الديمقراطية مقتلها.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.