اعتمدت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس، فيما يعرف بقضية أحداث فرنانة (2013) التي اعتبرت أخطر واكبر القضايا الارهابية التي شهدتها البلاد نظرا لما لمخطط "تنظيم انصار الشريعة" الكبير الذي كشفت عنه، على الفصل الرابع من القانون عدد 75 لسنة 2003، والذي يقول نصه إنه توصف بجريمة ارهابية كل جريمة تكون وقائعها لها علاقة بمشروع فردي أو جماعي من شأنه ترويع شخص أو مجموعة من الأشخاص أو بث الرعب بين السكان وذلك بقصد التأثير على سياسة الدولة… وينص الفصل 11 من نفس القانون على أنه يعد مرتكبا للجرائم الارهابية كل من يدعو إليها.. وكذلك من يعزم على فعلها إذا اقترن عزمه بأي عمل تحضيري لتنفيذه.
وجاء في قرار دائرة الاتهام، وفق نص القرار الذي نشرت صحيفة الصباح الاسبوعي الصادرة اليوم الاثنين 04 ماي 2015، نسخة منه، أن "تنظيم أنصار الشريعة الموالي لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الاسلامي اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه، وهي، حسب ذكر العناصر المنتمية غليه، إقامة الدولة الاسلامية وتطبيق أحكام الشريعة الاسلامية وإعلان الجهاد لتنفيذ تلك الاغراض، ولاجل ذلك تولى قادة التنظيم تكوين خلايا ارهابية بالبلاد وخاصة بالمناطق الحدودية مع الجزائر من بينها الخلية التي اتخذت من جبال الطويرف بولاية الكاف قاعدة للقيام بأنشطتها الارهابية واستهداف وزعزعة أمن البلاد والنيل من الأشخاص والاملاك".
كما أثبتت دائرة الاتهام، وفق ما جاء في نص القرار المشار إليه، أنه تم توزيع الادوار بين عناصر خلية الطويرف حيث كان البعض منهم ينوي القيام بعمليات ارهابية بالبلاد بعد تلقي التدريبات العسكرية بليبيا وجلب الأسلحة اللازمة من هناك وجلب المواد اللازمة بينما يقدم البعض الآخر الدعم اللوجستي بتمكين المجموعات المتواجدة بالجبال والجماعات المسلحة بما يحتاجونه من مواد غذائية ومعدات ليبدأوا أعمالهم الارهابية.
وقد أثبتت الابحاث والاتصالات الهاتفية، حسب نفس المصدر، أن الخلية الارهابية بالطويرف يتزعمها المتهم أحمد بن أحمد بكار المعروف بكنية "أنس" جزائري الجنسية، وتضم هذه الخلية بعض العناصر القيادية في تنظيم انصار الشريعة المحظور على غرار مكرم المولهي ومراد الجلاصي ووائل الوسلاتي وراغب الحناشي.
وبالاطلاع على تصريحات المتهمين لدى كل من الباحث وقلم التحقيق، إضافة إلى المحجوز ونتائج الاتصالات الهاتفية بين أفراد الخلية، وحيث ثبت ان ما قام به المتهمون من أفعال يتفرع لأكثر من جريمة ارهابية فقد قررت دائرة الاتهام نسب تهم الانضمام إلى تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية باستعمال اسم أو كلمة أو رمز أو غير ذلك من الاشارات.. واستعمال تراب الجمهورية لانتداب أو تدريب شخص أو مجموعة من الأشخاص بقصد عمل ارهابي داخل تراب الجمهورية أو خارجه، إلى المظنون فيهم سيف الله بن حسين ومكرم المولهي ومحمد الفرشيشي ومحمد العياري وراغب الحناشي وأسامة الخزري وبوبكر الحكيم وخير الدين برهومي وطارق السليمي وعاطف الحناشي ونبيل السعداوي ووائل الوسلاتي ورجب عقوري وعلي القلعي وصابر مطيري ومحمد محمودي ومحمد الجويني وسمير العياري وصلاح الغانمي وأحمد بكار ومراد الجلاصي.
ارتكاب جرائم ارهابية والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه وتوفير أسلحة أو متفجرات وذخيرة ومعدات ومواد لفائدة تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية واستعمال تراب الجمهورية لانتداب مجموعة من الأشخاص بقصد ارتكاب عمل إرهابي داخل الجمهورية للمظنون فيه جمال الماجري.
كما اتهمت كل من المظنون فيه سيف الدين الذيبي وعز الدين عبد اللاوي بارتكاب جرائم ارهابية والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه، والانضمام خارج تراب الجمهورية إلى مثل هذا التنظيم، اما بالنسبة للمتهم عبد الرؤوف الطالبي فقد نُسبت إليه نفس التهم مع إضافة تهمة اعداد محل لاجتماع أعضاء تنظيم له علاقة بالجرائم الارهابية والمساعدة على إيوائهم وإخفائهم لعدم التوصل للكشف عنهم.
فيما أحالت دائرة الاتهام بمحكمة الاستئناف بتونس كلا من المظنون فيهم طارق بوكحيلي والصحبي لقطي ونجم الدين الذيبي وعلاء الدين الوسلاتي ومحمد العوادي وثامر غزواني وأسامة الحاجي وجمال الورشفاني ومعز المحجوبي وحسان الطاهري وصلاح المولهي وهيثم المناعي وناجح السعيدي وصبري النفزاوي وشوقي السديري والزين بن محرز وعلي بن هندة وأشرف الغزواني واسماعيل المازري وربيع الجوادي وعلاء الخزري، بتهم ارتكاب جرائم ارهابية والانضمام داخل تراب الجمهورية إلى تنظيم اتخذ من الارهاب وسيلة لتحقيق أغراضه.
يُذكر ان احداث فرنانة لسنة 2013 كشفت في البداية عن وجود خلية الطويرف الارهابية بالكاف والتي ضمت عناصر تونسية وجزائرية، قبل أن يتم الكشف تباعا عن بقية الخلايا، وقد شملت التحقيقات في هذه القضية 56 متهما بينهم 26 موقوفا منهم مكرم المولهي وعز الدين عبد اللاوي وعبد الرؤوف الطالبي، و5 بحالة سراح والبقية بحالة فرار منهم أبوعياض وموسى أبورحلة وأبوبكر الحكيم.