نـقطة النـهـاية وقُـبلـةُ السـبـسي للـشاهـد

 

رؤية أولى لمؤسس حزب نداء تونس، الباجي قائد السبسي، تتناقض و توجهات ورثائه في الحزب باعلانه عدم ترشحه لسباق الانتخابات الرئاسية لينهي حلم طوبال وحافظ قائد السبسي في أن يكون الأب الروحي للندائيين مرشحهم لهذا الاستحقاق الانتخابي.

 

وباعلانه عدم الترشح للرئاسيات،  أكد السبسي خروجه من باب العمل السياسي من بوابة قصر قرطاج واضعا نصب عينيه نتائج سبر الأراء التي أظهرت تراجع نوابا التصويت له لكنه فتح بذلك باب تطاحن جديد داخل حزب النداء وهو اختيار مرشح النداء للانتخابات الرئاسية في ظل طموح كل من ناجي جلول وحافظ قائد السبسي في خلافة الشيخ السبسي في مضمار الاستحقاقات الانتخابية.

 

ولهذا القرار الذاتي للباجي قائد السبسي عاملين أساسيين اثنين، أحدهما وطني و آخر إقليمي، فلا شك ان السبسي أخذ تراجع شعبيته في تونس بعين الاعتبار و مؤكد أن تطورات المشهد السياسي في الجزائر ألقت بظلالها في تخمينات السبسي خاصة و ان سنه يتقارب مع سن الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الذي تنحى عن منصبه اثر ضغط شعبي واسع مرده تقدمه في السن، فالسبسي اختار تجنب تكرار الضغط الشعبي ضده في مرحلة انتخابية قادمة.

 

وقرار عدم الترشح للانتخابات الرئاسية هو كذلك ليس وليد التطورات السياسية والوطنية، فكل المعطيات تشير إلى أن زعيم الندائيين قرر منذ أشهر انهاء مسيرته السياسية واعلم حلفائه الدوليين بذلك لكنه اختار توقيت اعلان قراره في هذه المرحلة لدواع ذاتية.

 

كلمة السبسي في مؤتمر نداء تونس، أغلق بها باب ترشحه للرئاسية لكنها فتحت باب العودة للحزب ليوسف الشاهد من خلال دعوته لرفع قرار تجميده في الحزب.

 

دعوة تخفي نظرة مغازلة ومداعبة للشاهد لاستقطابه وتنصيبه مرشحا للنداء في الانتخابات الرئاسية.

 

وتأتي هذه النظرة "السبسية" الجديدة متزامنة مع تلويح النهضة بدعم الشاهد في سباق الانتخابات الرئاسية محاولا قطع الطريق امام شيخ النهضة في مزيد توسيع الهوة و الخلافات بين عائلة الندائيين.

مسألتين هامتين أعلنهما السبسي في كلمته وذوات تأثيرات وطنية   وسياسية و اخرى اقليمية خاصة لدى الدول الداعمة لطرحه السياسي.

 

 

 

* تحليل اخباري