نصف عام مرّ على غلق متحف باردو: خسائر مادية كبيرة.. ومدير معهد التراث يدعو لاعادة فتحه

مروى الدريدي-
منذ 25 جويلية 2021، وأبواب المتحف الوطني بباردو موصدة في وجه التلاميذ والطلبة والسياح والمهتمين بالتراث الوطني والتاريخي والشأن الثقافي.

أُغلق المتحف ليلة إعلان رئيس الجمهورية قيس سعيد عن الاجراءات الاستثنائية التي شملت تجميد اختصاصات مجلس النواب وغلقه ورفع الحصانة عن جميع أعضائه، وإقالة رئيس الحكومة، إلى جانب عدة اجراءات أخرى، تهدف إلى الحفاظ على الدولة من "خطر داهم"، وفق توصيف الرئيس.
 
ولمعرفة أسباب تواصل غلق المتحف الذي تجاوز نصف العام، اتصلت حقائق أون لاين، اليوم الاثنين 31 جانفي 2022، بمدير المعهد الوطني للتراث فوزي محفوظ، الذي أكّد أن أسبابا سياسية تقف وراء غلق المتحف وتتجاوز المعهد، مضيفا أن الهدف الأساسي هو غلق مجلس النواب وليس متحف باردو، لكن لأن المقر مشترك بينهما تم غلق المتحف لأسباب أمنية. 
 
وقال فوزي محفوظ: "نحن كوزارة الشؤون الثقافية والمعهد الوطني للتراث عبرنا عن رغبتنا في إعادة فتح المتحف وتقدمنا بمطالب في ذلك ونأمل تجاوز الأزمة وفتحه قريبا أمام طالبي العلم وحتى تعود الحركية الثقافية والسياحية إليه.
 
ويعتبر متحف باردو المموّل الرئيسي لميزانية وكالة إحياء التراث والتنمية الثقافية، (إضافة إلى قصر الجم والموقع الأثري بقرطاج)، وذلك بنسبة تصل إلى حوالي 70 بالمائة، ويمكن وصفه بالشريان الحيوي بالنسبة للمعهد، حيث أن له صيتا عالميّا ويعتبر من المتاحف التقليدية التي يسعى السائح لزيارتها فضلا عن التلاميذ والطلبة والباحثين، وعائداته المالية المهمة مقارنة ببقية المتاحف والمواقع الاثرية في البلاد. وبلغت الخسائر المادية، جراء الغلق وانعدام الاقبال حوالي اثني مليون دينار، وفق معطيات استقتها حقائق أون لاين.
 
وبالنسبة لصيانة القطع الأثرية والمجسمات واللّوحات الفسيفسائية، أفاد محدثنا بأن فرق الصيانة لها ترخيص بالدخول للمتحف عدة مرات في الأسبوع والتعهد بشكل دوري بالمعروضات، مؤكدا أن التعهد مضمون والفرق تقوم بواجبها بأكمل وجه.
 
ولفت إلى أنه في الشهرين الأولين للغلق لم يتمكنوا من دخول المتحف وصيانة المعروضات، لكن فيما بعد أصبحت الصيانة بشكل دوري.
 
 
وأفاد فوزي محفوظ بأن الحلول موجودة للخروج من هذا الاشكال وفتح المتحف من جديد، إذ أن المنافذ عديدة ويمكن الاقتصار على منفذ وحيد للدخول كما أنه يمكن العمل على الفصل النهائي بين مقر المتحف ومقر البرلمان بجدار وهو أمر ممكن.
 
وأشار إلى أنه ليست المرة الاولى التي يتم فيها غلق المتحف عندما يكون الأمر مرتبط بالبرلمان، فعند زيارة رؤساء أو شخصيات رسمية يتم غلق المتحف، معبرا عن أمله في تجاوز ذلك قريبا وأن يستأنف المتحف نشاطه.
 
وفتح متحف باردو رسميا في 7 ماي 1888، وهو من أكبر المتاحف في شمال افريقيا (20 ألف متر مربع)، ويحاكي التاريخ والحضارات التي مرت على تونس على امتداد 3 آلاف سنة، وهي الحضارات البربرية والفينيقية والوندالية والبيزنطية وصولا إلى الحضارة الاسلامية. وهو من أكبر المتاحف في العالم تقريبا الذي يضمّ الفسيفساء، حيث أنه يحوي تقريبا 5 آلاف متر مربع من الفسيفساء، وهي من أجمل اللوحات في العالم.
 
 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.