نساء تلد ُعلى قارعة الطريق وبيعُُ لظلال الزياتين بـ5 دنانير للمهاجرين: ناشط مدني ينقل الصورة كاملة (صور)

يعاني آلاف المهاجرين غير النظاميين في تونس قساوة الظروف التي يعيشون فيها، نظرا لعدم اتخاذ الدولة اجراءات عاجلة توفر لهم الحماية وتضمن الحق الانساني، وتصل هذه القساوة حد الموت جوعا وعطشا وتأجير ظلال الزياتين للاحتماء من حرارة الطقس.

وكشف،  عماد رجب، ممثل الفرع المحلي للتضامن الاجتماعي بمعتمدية العامرة التابعة لولاية صفاقس عن معطيات تخص الظروف الإنسانية التي يعانيها المهاجرين القادمين من دول إفريقيا جنوب الصحراء والمتواجدين هناك ويترقبون اللحظة الملائمة لتجاوز الحدود البحرية خلسة نحو إيطاليا.

والفرع المحلي للتضامن الاجتماعي بمعتمدية العامرة هو جمعية خيرية.

ويتوافد على معتمديات ولاية صفاقس عشرات آلاف المهاجرين قادمين من الحدود الجزائرية واللليبية أملا في ركوب قوارب الهجرة غير النظامية وتحقيق الحلم المنشود بالوصول إلى سواحل أوروبا، وفق تأكيد عماد رجب لحقائق أون لاين.

ظروف انسانية صعبة

يعيش المهاجرين غير النظاميين المتواجدين في معتمدي العامرة وجبنيانة وضعا إنسانيا صعبا نظرا لعدم وجود أماكن تأويهم.

وقال ممثل الفرع المحلي للتضامن الاجتماعي بالعامرة عماد رجب إن حوالي 4 آلاف مهاجرا يقيمون في غابة الزيتون القريبة من سواحل المدينة وهم في وضع انساني سيء، مبرزا أنهم لا يمتلكون لا أغطية ولا أكل.

وتحت أشجار الزيتون، يترقب المهاجرون التنسيق مع منظمي رحلات الهجرة غير النظامية لمدة قد تصل الأشهر.

أفاد عماد رجب أن شخصا أصيل المنطقة حاول استغلال الوضع الانساني المتأزم وطلب من المهاجرين الذين يجلسون تحت ظلال الزياتين دفع أجرة الظلال، وطلب منهم دفع 5 دنانير عن كل شجرة زيتون يجلسون تحتها.

ولادة على قارعة الطريق

وأكد عماد رجب تواجد آلاف النساء والأطفال في هذا الوضع الانساني المتأزم وفي ظروف صعبة، مبرزا أن هناك المئات النساء الحوامل اللواتي يتواجدن هناك ومئات الرضع الذين يعانون نقص التغذية.

وقال رجب إن امرأة أنجبت رضيعا على قارعة الطريق وتحت شجرة زيتون وتم فيما بعد إسعافها من طرف سكان العامرة ونقلها الى المستشفى لتلقي الاسعافات اللازمة.

وبخلاف ممارسات تجاى الأزمات وعصابات التهريب، يقدم الكثير من سكان العامرة وجبنيانة مساعدات للمهاجرين ويتواصلون معهم بصفة مستمرة محاولين تخفيف قساوة الظروف عنهم.

صفاقس وجهة محبذة للمهاجرين

يختار عشرات آلاف المهاجرين، بعد سلك الطرق الوعرة انطلاقا من بلدانهم، التوجه الى ولاية صفاقس نظرا للامتداد الشاسع لحدودها الساحلية ولتواجد الكثير من المهربين الذين يوفرون لهم سفنا تمكنهم من عبور الحدود خلسة.

وأغلب معتمديات صفاقس، هي معتمديات ساحلية انطلاقا من الصخيرة والمحرس والعامرة وجبنيانة، يحبذ المهاجرين البقاء فيها لترقب اليوم المنشود، يوم الانطلاق نحو أوروبا.

وفي بيان صدر عنها يوم 15 أوت الجاري، أفادت وزارة الداخلية بأن وحدات إقليم الحرس الوطني بصفاقس معززة بالوحدة المختصة والوحدة الجوية للحرس الوطني تمكنت خلال الأسبوع الماضي من إلقاء القبض على قرابة 20 شخصا من منظمين ووسطاء عمليات الإجتياز مفتش عنهم لفائدة وحدات أمنية وهياكل قضائية مختلفة ومورطين في عمليات "إجتياز ناجم عنه الموت" كما تم حجز 50 مركب بحري، سيارات، دراجات نارية ومبلغا ماليا قدر بحوالي 650 ألف دينار.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.