8
يسرى الشيخاوي-
قال المخرج نجيب بلقاضي إنّ فكرة فيلمه الجديد "في عينيّا" انطلقت من مجموعة صور قام بها مصوّر أمريكي لابنه المصاب بالتوّحد، مضيفا " هي صور جميلة أثّرت وقلت إنه من الضروري أن أنجز فيلما عن علاقة الأب وابنه المتوحّد".
وأشار بلقاضي في تصريح لحقائق أون لاين، على هامش عرض الفيلم للصحفيين، إلى أنّ الصعوبة الأولى في العمل تمثّلت في العمل التوثيقي إذ أنه لا يمكن للمخرج ان يتناول موضوع التوحّد دون الاطلاع عليه عن كثب، مضيفا أنّه انطلق في العمل التوثيقي للفيلم من خلال قراءة مقالات وكتب عن المتوحّدين إضافة إلى إجراء مقابلات مع مربين يتعاملون مع أطفال التوحّد وزيارة مراكز علاج، وفق قوله.
وتابع بالقول " الصعوبة الثانية في العمل كانت على مستوى الكاستينغ فاختيار الشخصيات لم يكن سهلا وكنت متخوّفا من شخصية الطفل الذي سيؤدّي دور المتوحّد لأنه ليس من السهل أن يلعب طفل هذا الدور وتصدّقه.
ولفت إلى انّه تعرّض إلى طرفة أثناء عرض الفيلم في مهرجان تورونتو إذ تساءلت باحثة تعنى بموضوع التوحّد عمّا إذا كان إدريس الخروبي الذي يؤدّي دور المتوحّد في الفيلم متوحّدا ام الأمر مجرّد تمثيل، وهذه من أجمل التعليقات في علاقة بشخصية إرديس، وفق قوله.
وقال نجيب بلقاضي " الفيلم تطلّب مجهودا كبيرا من كل الممثلين من الادوار الرئيسية إلى الأدوار الثانوية، وكان الفيلم في مجمله صعبا لأنّنا عشناه بجوارحنا وأحاسيسنا"، لافتا إلى أنّ الفيلم يتحدّث عن قبول الآخر والتعايش من خلال تقبّل الإبن لابنه المتوحّد وتقبل الإبن لوالده الذي غاب عنه طيلة 7 سنوات.
وتابع بالقول " التوحّد محوري في الفيلم لكنّني لم أرغب في إظاهار الجانب الكلينيكي له بقدر إظهار الجانب الانساني في التعامل مع التوحّد من خلال شخصية "لطفي" الذي يهرب من ابنه المتوحّد لطيلة سبع سنوات ولكن الماضي يعود إليه، ولكن المحور الأساسي في الفيلم هو التعايش وقبول الآخر في علاقة الأب بابنه المتوحّد".
يشار إلى أنّ فيلم في "عينيا" يتناول ظاهرة التوحّد، ويؤدّي فيه دور البطولة سوسن معالج ونضال السعدي وعزيز الجبالي ومنى نور الدين والطفل ادريس الخروبي.