يسرى الشيخاوي-
الصحفي ليس ناقلا للمعلومة فحسب بل هو أيضا محلّل وباحث عن خفاياها، ومساهم في نشر الوعي المجتمع بالقضايا الحقوقية والإنسانية لذلك فإن الصحافة من بين أبرز المجالات المساهمة في تعزيز حقوق الإنسان.
ومن المهم أن يكون الصحفي جزءا من قضايا مجتمعه، مدافعا عن الحقوق والحريات دون استثناء ومساهما في ترسيخها وضمان حق الأقليات في التعايش السلمي مع الأغلبية، انطلاقا من هذه الفكرة تبلورت رؤية الفيلم الوثائقي القصير "نتعايشو" للصحفية ريم بن خليفة الذي عرض اليوم بدار الثقافة ابن رشيق.
و"نتعايشو" يندرج في إطار مشروع كلمات حرة بدعم من وزارة حقوق الانسان ومركز دعم فرنسي ،مدته 9دقائق تقريبا ويطرح مسألة حرية الضمير والمعتقد، ويثير جدلية العلاقة بين الدينيين واللادينيين، والتعايش بين الأديان المختلفة.
والعنوان جاء في كلمة واحدة هي مفتاح للتقدّم والتطوّر ونهضة المجتمعات على قاعدة التعايش السلمي والتسامح واحترام الاختلاف ونبذ التفرقة والتمييز على أساس الدين أو المذهب، "نتعايشو" كلمة من شأنها أن تأخذنا إلى أفق يقوم على فلسفة قوامها الاختلاف والتنوّع.
ويقدّم الفيلم تعريفا للدين البهائي الذي يكاد يكون مجهولا عند اغلب التونسيين، ويروي قصة بهائي تزوج لا دينية وتمكّن الثنائي من تزاوج الاختلاف الديني بينهما، ويعرج أيضا على علاقة البهائي بأصدقائه الذين يدينون بدين آخر.
الفيلم الذي أعدّته وأخرجته الصحفية ريم بن خليفة رسالة إلى المتناحرين والمختلفين بسبب التوجهات والأفكار أو الدين مفادها أن في الاختلاف ثراء وتنوع وأن في احترام المبادئ الكونية لحقوق الإنسان نهضة المجتمع.
يشار إلى أن عرض الفيلم شهد حضور ثلة من الصحفيين والممثلين عن المجتمع المدني إلى جانب حضور النائب ياسين العياري، وكان النقاش حول الفيلم ثريا في مجمله.