موكب بالشموع في مدنية سلا المغربية احتفالا بالمولد النبوي

أقيم مساء اليوم الاثنين بمدينة سلا (شمال) المغربية، قرب العاصمة الرباط، موكب الشموع الذي اعتاد السلاويون على تنظيمه كل سنة احتفالا بذكرى المولد النبوي الشريف.

وانطلق الموكب من ضريح زواية مولاي عبد الله بن حسون بالمدينة العتيقة لسلا، يتقدمه الحسونيون، مرورا بوسط المدينة القديمة، ووصولا إلى ساحة الشهداء (المعروفة بباب بوحاجة)، ليعود الموكب من مسار آخر، عبر أسوار المدينة القديمة إلى مقر الزاوية، بحسب مراسل الأناضول.

وتحولت الشوارع التي مر منها الموكب والساحة التي أقيم فيها الاستعراض الرسمي للشموع، الذي زينته مواكب للشموع التقليدية التي صاغتها أيادي الصناع التقليديين من عائلات سلاوية عريقة، إلى معرض فني شاركت فيه فرق للمديح النبوي والأذكار الدينية، وفرق للأهازيج الشعبية من مدينة سلا ومناطق مختلفة من المغرب، التي رافقت الشموع المختلف بعضها عن بعض، لونا وحجما.

وحمل الشموع شباب بلباسهم السلاوي التقليدي المزركش، وسط جموع من ساكنة مدينة سلا وزوارها بهذه المناسبة، اعتادت على الاحتشاد في هذا اليوم من كل سنة، على طول المسار الذي يقطعه "موكب الشموع".

كما زين الموكب مجموعة من الأطفال المتراصين ذكورا وإناثا يحملون ألوحا خشبية كتبت عليها آيات قرآنية.

وتم تقديم الشموع وكافة الفرق الفنية المشاركة، أمام المنصة الرسمية التي نصبت بساحة الشهداء، بحضور عامل (محافظ) المدينة والسفير الأمريكي بالرباط، داويت بوش، وبعض من ممثلي التمثيليات الدبلوماسية المعتمدين بالمغرب وشخصيات من أعيان المدينة.

ودأبت سلا على الاحتفاء بهذه الذكرى بتنظيم تقليد "الشموع" التي تعلق بضريح الولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون عشية ذكرى مولد الرسول محمد خاتم المرسلين، حيث تنقل قبل حلول الذكرى إلى مقر صانعها عائلة بلكبير من أجل صناعتها من جديد.

وتختلف هذه الشموع عن الشموع العادية، باعتبار صنع هياكلها من خشب سميك مكسو بالأبيض والمذوق بأزهار الشمع ذات الألوان المتنوعة من أبيض وأحمر وأخضر وأصفر في شكل هندسي يعتمد الفن الإسلامي.

ويعود أصل "موكب الشموع" إلى عهد الملك المغربي أحمد المنصور الذهبي، الذي كان تأثر، خلال زيارته إلى إسطنبول، بالحفلات التي كانت تنظم بمناسبة المولد النبوي الشريف، فأعجب خاصة باستعراض الشموع، وعندما تسلم مقاليد الحكم بعد معركة وادي المخازن استدعى صناع فاس (شمال) ومراكش (جنوب) وسلا، قصد صنع هذه الهياكل الشمعية، فتم الاحتفال، لأول مرة، بعيد المولد النبوي الشريف في المغرب سنة 986 هـ.

وكان للولي الصالح مولاي عبد الله بن حسون قدر ومكانة عند السلطان أحمد المنصور الذهبي الذي اقتطعه بقعة اختط بها زاويته ودار سكناه.

وقد عرف هذا الولي (من 920هـ / 1515م حتى 1013هـ / 1604 م بسلا) بكونه رجل علم وتصوف، حيث جمع بين علوم الظاهر والباطن حتى أصبح قطبا من أقطاب الطريقة الشاذلية.

وتعتبر عائلة بلكبير أشهر عائلة بمدينة سلا تختص بتذويق هذه الشموع وبنائها، وتأخذ هذا الشموع أشكالا هندسية مستوحاة من الهندسة المعمارية الإسلامية كالفسيفساء والقباب وفتحات النوافذ والأضرحة والصوامع.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.