مهرجان “حلمة”: إنّما الحياة حب وحلم

يسرى الشيخاوي-
 
" قف على ناصية الحلم وقاتل" كلمات للشاعر محمود درويش، تعبّر عن الواقع الثقافي في بعض الجهات التونسية، في ظل العديد من الصعوبات التي تتعلّق  بتنظيم التظاهرات وتمويلها.
 
ومدينة الطبرقة، ليست بمعزل عن هذه الصعوبات التي تواجه الأنشطة الثقافية، ولكن الوقوف على ناصية الحلم والقتال مغر أكثر من الاستلام إلى كل ما من شأنه أن يساهم في إجهاض تظاهرة ثقافية، ولولا ذلك لما انعقدت هذه السنة الدورة الخامسة لمهرجان الفوانيس الطائرة " حلمة".
 
و"حلمة"، هي تعبيرة عن حب من نسجوا تفاصيلها سنة وراء سنة وزيّنوها بألوان الحياة لمدينتهم في محاولة لخلق ديناميكية اقتصادية وثقافية وسياحية في الجهة، خاصة وأنّ الانطلاقة الأولى للمهرجان كانت في ظرف يتّسم بضربات إرهابية كادت تعصف بالسياحة التونسية.
 
والمهرجان،  ينتظم من الثالث عشر  إلى الخامس عشر من جوان الجاري ببادرة من جمعية "شباب وآفاق"  التي تأسست في جوان 2013، وهي جمعية تُعنى بالبعدين الاجتماعي والتربوي وتستهدف الرشيحة العمرية بين 13 و35 سنة بهدف تنمية حس المواطنة لديهم وإدماجهم في دورة التنمية المستدامة.
 
وعلى شاطئ مدينة طبرقة، ركح  على البحر مباشرة، تعزف بجانبه أمواج البحر ألحانها قبل أن تنبعث الألحان من الآلات الموسيقية، وتعاضدها أصوات الفنّانين الذين اختلفت رؤيتهم الموسيقية وجمعهم مهرجان " حلمة".
 
وطيلة ثلاثة أيام، يكون متابعي المهرجان ممن حضروا خصّيصا من مناطق مختلفة، على موعد مع برمجة تراوح بين  عروض فنية وموسيقية وأنشطة فنية أخرى، إلى جانب  إطلاق 3 آلاف فانوس طائر يضيء سماء طبرقة.
 
وإدارة  مهرجان الفوانيس الطائرة تسعى في كل سنة إلى التنويع على مستوى العروض الموسيقية، لمحاولة تلبية كل الأذواق على اعتبار أن متابعي المهرجان لا يحملون نفس الخلفيات الفنية، وضمت البرمجة عروضا تونسية على غرار "زانزانة لايف باند" و"لعزارة لايف باند" ومن الجزائر مجموعة " ديموكراتوس" ومن فرنسا " Gaëlle Buswel" و "Thaïs de Cerisy"  إلى جانب مجموعة "ضمّة ".
 
والعروض الموسيقية تجمع بین أنماط موسیقیة مختلفة ومتنوعة من بينها موسیقى الشعبیة التونسیة وموسیقى الروك وموسیقى القناوة والريغي، مع العلم وأن مهرجان " حلمة" يتيح للعازفين والفنانين من أبناء الجهة فرصة تقديم عروض موسيقية، وأيضا الموسيقيين الهواة من كامل مناطق الجمهورية.
 
وفي اليوم الثاني لـ"حلمة"، وبغض النظر عن تأخير مواعيد العروض لأسباب مناخية، فإن الجمهور ظل ينتظر العروض  الموسيقية وهو دليل على اهمامهم بفعاليات المهرجان.
 
وعلى الركح، كانت البداية بمجموعة " ضمة"  التي نشأت سنة 2015 بين المغنية "ساشا" والعازف التونسي "خليل"، واحتفى العرض الذي أمنه الثنائي بالحرية والحب والحلم والموسيقى، على وقع أمواج البحر، قبل أن تعتلي مجموعة " زنزانة" الركح وتنساب الإيقاعات لتملأ الأثير صخبا وحماسة تفاعل معها الجمهور وكانت " Gaëlle Buswel" مسك الختام، إذ غنت وعزفت وألهبت المسرح برقصها وانفعالاتها على المسرح.
 
وإلى جانب العروض الموسيقية، رواد المعرض على موعد مع القرية الحرفية لمهرجان الفوانيس الطائرة، وهي مناسبة يستفيد منها  حرفيو طبرقة وحرفيو مناطق مجاورة للترويج لمنتوجاتهم، ومن بين الأنشطة الأخرى التي تقام على هامش المهرجان "التخييم" الذي يتيح للمولعين بالمناظر  الساحرية من عيش التجربة طيلة ثلاثة أيام.
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.