يسرى الشيخاوي-
استنادا على الرغبة في خلق وعي جديد بقضايا البيئة عبر السينما وغيرها من الأنشطة الثقافية والفنية، يتواصل مهرجان الفيلم البيئ في دورته الرابعة التي تنعقد في الحادي عشر من جوان الجاري.
وفعاليات هذه الدورة التي التي تحضر فيها فيها المكتبة السينمائية التونسية شريكا تمتد على خمسة أيام تراوح بين العروض السينمائية والنقاشات والورشات ومسرح الدمى للأطفال على أن تتواصل إلى غاية شهر أكتوبر المقبل في سبعة مدن.
وخيار التنقل إلى المدن يندرج في إطار سياسة القرب والقطع مع المركزية، وسيكون جمهور المدن السبع على موعد مع عروض أفلام عن البيئة ونقاشات وورشات علمية تحسيسية، وذلك بالتعاون مع مؤسسات الدولة في هذه المدن من مندوبيات جهوية للثقافة ودور الثقافة بالإضافة إلى منظمات المجتمع المدني.
وعن معايير اختيار المدن السبع وهي جربة وقابس وصفاقس والرديف والمنستير ومكثر وبنرزت، يقول مدير المهرجان هشام بلخامسة إن القائمين على هذه التظاهرة حاولوا التوجه لكل الجهات ولكن لم يتسن ذلك امام عدد من العوائق من بينها الميزانية والوقت.
في سياق متصل، يشير إلى أنّ اختيار المدن يراعي حضور كل الأقاليم تقريبا ويرتبط أساسا بوجود شركاء من منظمات المجتمع المدني المؤمنة بدور الفعل الثقافي في التوعية بعلل البيئة.
وإلى جانب العروض السينمائية ستُقام قرية بيئية في البهور الرئيس لمدينة الثقافة، وهو فضاء يضم أروقة لفائدة الجمعيات المهتمة بالبيئة والحرفيين أصدقائها حيث يعرضون أعمالهم المرسكلة ومنتوجاتهم الطبيعية.
ومن المنتظر أن تشارك في هذه القرية المؤسسات الناشئة التي تقدّم حلولا بيئية باستعمال التقنيات الحديثة، كما ستشهد فعاليات المهرجان حضور رعاة سمامة الذين أنشأوا تصورسوق سمامة حيث يصنعون منتوجات بيئية ويعرضونها للبيع.
أما في إطار القسم الموازي "envirofest kids" تحتضن القرية ورشات تحسيسية بخصوص المخاطر التي تهدّد السواحل والحيوانات البحرية والحيوانات في الحدائق الوطنية، بالإضافة إلى ورشات فرز ورسكلة البلاستيك.
وفي معرض حديثه عن غياب أفلام تونسية تعالج موضوع البيئة، يكشف هشام بلخامسة عن ورشة لتطوير هذه الأفلام لتفادي نقصها عبر التشجيع على إنتاج الأفلام الروائية والوثائقية.
وهذه الورشة تهدف إلى تحسيس مهنيي القطاع بأهمية إنتاج أفلام بيئية وعلمية والمساهمة في اكتشاف طاقات جديدة وتشريك الباحثين في خلق مادة سينمائية إلى جانب تشريك الفاعلين الاقتصاديين في حماية البيئة عبر تشجيعهم على الاستثمار في التعليم عبر الصورة، والمساعدة على صناعة الأفلام البيئية وإنجاز دليل لها.
