مهرجان اختتام الموسم الرياضي العسكري: للبطولة وجوه كثيرة…

يسرى الشيخاوي-

في المركّب الرياضي بمفتاح سعد الله، حيثما وليت وجهك يطالعك علم تونس المخضب بدماء شهدائها، عن يمينك وعن شمالك ترفرف أعلام بلادنا في الملعب المعشّب ويصفق لها النسيم فتتحرّك كأجنحة حمائم السلام ويكتمل المشهد بعلم “البلفدير” الذي يكاد يعانق السماء.

لا تتوقف الأعلام عن الخفقان في رسالة صارخة أن تونس منيعة أبية أبد الدهر برجالاتها من المؤسسة العسكرية الذين يبذلون أرواحهم ودماءهم للذود عنها، وينتشر العسكريون على الملعب المعشّب إيذانا منهم بانطلاق فعاليات مهرجان اختتام الموسم العسكري الرياضي 2017/ 2018 التي أشرف عليها وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي.

وبعيدا عن المهام الدفاعية والقتالية للجيش الوطني، وخارج سياق العمليات العسكرية وتفكيك الألغام وحراسة الحدود وعمليات الإنقاذ والتدخل في الكوارث الطبيعية وتأمين الاستحقاقات الانتخابية، ما يزال العسكريون يخطّون البطولة في أشكال وتمظهرات مختلفة.

الرياضة عماد الجيش الوطني..

تسعى مختلف الجيوش البرية منها والبحرية والجوية إلى إماطة النقاب عن مهارات عناصرها في الرياضة العسكرية وحصد الكؤوس والبطولات تماما كما حصد الانتصارات على الميدان.

وتعتبر الرياضة عمادا من أعمدة الجيش الوطني، ذلك أن العناصر العسكرية تخضع الى تدريب مستمر للحفاظ على لياقتها البدنية وضمان جاهزيتها البدنية في العمليات الميدانية.

وتشرف إدارة التربية البدنية والرياضة العسكرية التابعة لوزارة الدفاع على تكوين إطارات التربية البدنية والرياضية العسكرية وتأطير رياضيي النخبة من العسكريين والمدنيين.

رحلة الحصول على الكأس العسكري لكرة القدم بين المدارس..

في الملعب المعشب بالمركب الرياضي بمفتاح سعد الله، انطلقت رحلة الحصول على الكأس العسكري لكرة القدم بين المدارس.

وانحصرت المنافسة بين فريق الأكاديمية العسكرية بفندق الجديد ومدرسة ضباط الصف، واستأسد كل من الفريقين في الدفاع عن شباكهما وانتهت المباراة في وقتها الأصلي بالتعادل السلبي، لتحسم النتيجة ب3 أهداف مقابل 2 لفريق الأكاديمية العسكرية بعد المرور إلى الركلات الترجيحية.

عرض الفنون القتالية والرياضات العسكرية

“بالروح بالدم نفديك يا علم”، بهذه الكلمات التي تقشعر لها الأبدان ويزداد على وقعها خفقان الأعلام انطلق عرض الفنون القتالية والرياضات العسكرية المتعلقة بمجال الجاهزية البدنية.

ودوت خطوات العسكريين في أرجاء المركب الرياضي وهم يطوفون بالملعب المعشب مردّدين “اركز على الوطى تتزعزع.. قلبي مغلغل على العدو”.

وشكّل العارضون بأجسادهم في تمرين ” بساط الملك” جسرا يمرون عليه تباعا الواحد تلو الآخر وهو تمرين لضمان التماسك بين عناصر المجموعة الواحدة والتناسق في الحركات ناهيك عن تحمل الأوجاع، ولك أن تتخيل ان يسير أحدهم بكل ثقله على جسدك.

وشملت العروض السباق بحمل الرافعة ونقالة الإسعاف وهما تمرينان يهدفان إلى تحسين القدرة التناسقية والرفع من قدرة التحمل.

وعلى الملعب المعشب نصبت حواجز من صنع الإدارة العسكرية، تخطّاها العسكريون في تمرين يهدف إلى التدريب على القوة وتعلم أساليب المناورة.

“الجيش حامي الحدود، بلادي بلادي، بالروح بالدم نفديك ياعلم” كلمات ترددّ صداها في الأجواء إبان انطلاق تلاميذ ضباط في الاكاديمية العسكرية في عرض عن تقنيات التدخل العملياتي عن قرب.

وقدّمت الجمعية العسكرية بتونس وسرية رياضيي النخبة عرضا شمل تمرينات لفصائل ألعاب القوى والمبارزة بالسيف والتايكواندو والملاكمة والمصارعة.

لا ولاء إلا لتونس.. والسلم رسالتنا

حينما يشارف عرض الفنون القتالية والرياضات العسكرية على النهاية تطل دراجات مطاطية يحمل سواقها علم تونس الذي جاب محيط الملعب المعشب، في رسالة واضحة أنه لا ولاء إلا لتونس.

ولم تفوت المؤسسة العسكرية الفرصة لبث رسائل الأمن والسلام من خلال سباق الـ60 مترا لتسلق الحبل الذي أمنه عناصر من النخبة العسكرية والذي انتهى بكسر 3 جرار إحداها تؤوي داخلها حمامة بيضاء بلون النجمة والهلال اللذين يوشحان علم تونس الذي لم ينفك يرفرف.

للأنثى مثل حظ الذكر

وفي المؤسسة العسكرية بمختلف أسلاكها الرجال والنساء سواسية وللأنثى مثل حظّ الذكر، إذ تألق العنصر النسائي في عروض فنون القتال والرياضات العسكرية، وفي تمرين الحواجز تخطّت إحدى الفتيات كل العوائق التي تحاكي الواقع على الميدان، وتجاوزت كل الحواجز بجاهزية بدنية عالية.

وفي عرض تقنيات التدخل العملياتي عن قرب، لن تميّز إحدى تلميذات ضباط الأكاديمية العسكرية وهي تؤدي كل الحركات التي يقوم بها زملاؤها، إلا بشعرها الطويل المرفوع إلى الأعلى.

 

الكؤوس.. والبطولات

تألق الجيش التونسي بمختلف تفرعاته في الموسم العسكري الرياضي للسنة الحالية وتحصلت مدرسة مشاة البحرية بالقاعدة العسكرية بقليبية على كأس وبطولة كرة الطائرة بين المدارس فيما تحصّل جيش البر على كأس دورة الرماية بالأسلحة الفردية بين الجيوش وبطولة العدو الريفي والرماية بين الجيوش.

وحازت الأكاديمية العسكرية على كأسي كرة اليد وكرة القدم بين المدارس وألعاب القوى صنف ذكور والرماية بين المدارس.

وتحصل مشاة ضباط الصف التابعون لجيش البحر على البطولة في العدو الريفي طويل صنف ذكور بين المدارس وكانت بطولة العدو الريفي قصير صنف ذكور من نصيب مدرسة ضباط الصف التابعين لجيش طيران.

وحاز فوج 17 ميكانيكي على كأس اللياقة البدنية بين الجيوش فيما حاز مشاة غوص على البطولة في السباحة ذكور.

وكانت البطولة في العدو الريفي بين إدارات الجيوش من نصيب الادارة العامة للإشارة والإعلامية فيما آلت بطولة كرة القدم بين الإدارات إلى ادارة الافراد والتكوين وبطولة الرماية بين إدارات المدارس مركز السينو تقني التابع لوكالة الاستخبارات وبالأمن للدفاع.

تتويجات.. ولجرحى العمليات الإرهابية نصيب

وتولى وزير الدفاع الوطني عبد الكريم الزبيدي الذي أشرف على مهرجان اختتام الموسم الرياضي العسكري 2017 /2018 الذي يتزامن مع الذكرى 62 لانبعاث الجيش الوطني، تسليم الكاس الى قائد فريق الاكاديمية العسكرية بفندق الجديد الفائز في الدور النهائي للكأس بين المدارس برفقة وزيرة الشباب والرياضة التي واكبت التظاهرة.

وإلى جانب تتويج المدارس الفائزة بالبطولات في الموسم الرياضي العسكري، مثلت التظاهرة فرصة لتكريم عدد من قدماء الرياضيين العسكريين ومجموعة من الرياضيين المتألقين دوليا من بينهم جرحى عمليات إرهابية.

يشار إلى أنّ رئيس اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية محرز بوصيان ووالي تونس الشاذلي بوعلاق وأعضاء المجلس الاعلى للجيوش وثلة من اطارات وزارة الدفاع الوطني وعددا من رؤساء الجامعات الرياضية قد واكبوا مهرجان اختتام الموسم الرياضي العسكري.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.