كثيرا ما يثري رئيس الجمهورية قيس سعيد خطاباته الرسمية ومحادثاته بمعجم حربي ويعتمد مصطلحات "الغرف المظلمة، والحرب أهلية والصواريخ" وهو ما يطرح تساؤلات كثيرة عن مدى تطابقه مع واقع تونس.
واعتبر الخبير في العلاقات الدولية والديبلوماسي السابق الأستاذ عبد الله العبيدي، ان تصريح رئيس الجمهورية قيس سعيد بأن تونس كانت على شفا حرب اهلية، توصيف مبالغ فيه.
وقال العبيدي في تصريح لحقائق اون لاين، إن الحديث عن حرب أهلية يقضي بتعطل المؤسسات وسقوطها، ومن الخطير الحديث في العلن عن حرب أهلية.
وتساءل العبيدي: إذا كان سعيد قد أنقذ البلاد فماذا فعل إذن لتركيز أركان الدولة ومؤسّساتها؟
وكان رئيس الجمهورية قيس سعيّد، قال في اجتماع مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن،على هامش القمّة الأميركية الأفريقية، في واشنطن، "أينما ذهبت، كان المواطنون التونسيون يطالبون بحل البرلمان وانتهى بي الأمر بحله… لماذا؟ لأن البلاد كانت على شفا حرب أهلية، لذلك لم يكن لدي خيار آخر لإنقاذ الشعب التونسي".
* أخلاقيات الخطاب السياسي خارج الحدود
من جهته قال أستاذ الاعلام والعلاقات العامة، صلاح الدين الدريدي، لحقائق اون لاين، إنّ الخطاب السياسي في تونس منذ 2011 الى غاية اليوم، يتماشى مع المرحلة ويتماهى معها ويعكس مراحلها ومشاكلها ويفتقد لمنهجية عمل.
وأضاف أن هذه الاشكالية ازدادت حدة مع الرئيس قيس سعيد لأن خطابه غير واضح وغير مرتب وغير ممنهج، وأحيانا تجده خطابا ادبيا او تراثيا او دينيا، اضافة إلى انه خطاب يعتمد على التلميح بدل التصريح.
وتابع: وفي السياسية يجب أن تكون الخُطب واضحة وموجهة توجيها دقيقا.
وأكد محدثتا أن المتحدث السياسي خارج الحدود، له إطار تصرف وخُطب تحكمها الاخلاقيات وهيبة الدولة وواجب التحفظ..
واعتبر أن الكلمة التي ألقاها سعيد أمام الامركيين المتعودين على السرديات السياسية وتطوير الخطاب، لم تُصغ بدقة وذكاء اتصالي.
وبخصوص تصريح الرئيس بأن تونس كانت على شفا حرب أهلية، قال الأستاذ الدريدي: "نحن التونسيون لم نكن نعرف أننا كنا على شفا حرب أهلية لنكتشف الامر على لسان رئيسنا وهو يتكلم خارج الوطن، وهذه مشكلة اخلاقية واستعمال للخطاب السياسي كأداة للحكم والحوكمة".
وأكد محدثتا ان عبارة "حرب اهلية" غير مسجلة في اللاّوعي السياسي او المخيال الاجتماعي للتونسيين، ولم نعشها، مضيفا "صحيح ان تونس عاشت على وقع ازمة سياسية مستفحلة لكنها لم ترق اطلاقا الى بوادر للحرب الأهلية".
يذكر أن رئيس الجمهورية، قيس سعيّد، ادى زيارة إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بدعوة من الرئيس الأمريكي، جو بايدن للمشاركة في الدورة الثانية لقمة قادة الولايات المتحدة الأمريكية وإفريقيا، وتتواصل الزيارة إلى غاية 15 ديسمبر 2022.
