يسرى الشيخاوي-
كان جمهور مهرجان قرطاج الدولي على موعد مع "حضرة عشق" المشروع الموسيقي الجديد للفنانة التونسية غالية بنعلي، ولكن موت رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي حال دون اعتلائها الركح.
وانسجاما مع الوضع الاستثنائي الذي عايشته تونس في الأيام القليلة الماضية، خيّرت الفنانة المتفرّدة في رؤيتها الفنّية أن تغيّر اسم العرض إلى "حضرة وصل" في امتداد لحالة الوصل التي عرفتها تونس، إثر وفاة رئيسها، إذ كان هذا الموت همزة وصل بين كل الفرقاء الذين ساروا جنبا إلى جنب في موكب الجنازة.
وربّما يكون اسم العرض، مستمدّا من مقولة " الأرواح التي لا ينقطع وصلها" التي صارت كلمة سر بين غالية بنعلي ومعجبيها، وأداة تواصل وتخاطب بينهما، والوصل اليوم أحد أبرز عناوين الاستثناء في تونس إبان رحيل رئيسها، فأرواح المواطنين كانت موصولة ببعضها البعض على قاعدة حب الوطن.
" هي الأرواح التي لا ينقطع وصلها، إذا أعيتها الحياة فالبسمة هي مصلها، هي سر البقاء والفرحة هي أصلها"، هي كلمات من الأغنية التي تشبه صاحبتها، وهي أيضا تعبيرة عن الواقع التونسي في الآونة الأخيرة، فموت الرئيس كان أشبه بالولادة.
وعلى ركح قرطاج، في الخامس عشر من أوت المقبل، سيخط الموسيقيون وصوت غالية بن علي تفاصيل "حضرة وصل" العرض الذي سيكون تأويلا فنّيا لانفعالات التونسيين عقب رحيل رئيسهم، عرض يجمع بين جنون الموسيقى وتمرّد الصوت ويجسّر بين الشرق والغرب ويحفظ صوت تونس الجامعة بين ثنايا النوتات.