من أجل “عيون الوزيرة”.. بلدية سكرة “تتواضع” وتقوم بواجبها!! (صور)

 

ونزلت بلدية سكرة بكلّ ثقلها بالحي، أعوان نظافة، وآلة جارفة، وشاحنات رفع القمامة، وفي لمح البصر، تمّ تنظيف الشارع من الفضلات الملقاة هنا وهناك، وتم اقتلاع الأشواك الحادة، والأعشاب الطفيلية، فصار الشارع لامعا يسرّ الناظرين.

 

وفكّر الأهالي لوهلة لو أنهم يعتذرون من بلديتهم ورئيستها، لأنهم طالما تذمروا من تقصيرهم ورموهم بتهم اهمال الواجب والتنكّر لناخبيهم والاخلال بوعودهم، وتجاهل استغاثاتهم المتواصلة جراء تردي الخدمات البلدية، وعقدوا العزم على ذلك.

 

وهم في غمرة النشوة والانتشاء ببلديتهم حتى كادوا ينسون سنينا من الاهمال والتقصير في أداء الواجب، جاءهم الخبر اليقين، فما هذه التحضيرات وحملة النظافة المفاجئة، إلاّ لأن وزيرة المرأة والأسرة والطفولة وكبار السن، ستحلّ ضيفة على روضة الأطفال "ورد أريانة" بحي هادي نويرة، في إطار مواصلة تنفيذ الإستراتيجية متعددة القطاعات لتنمية الطفولة المبكرة (2017-2025).

 

نزل هذا الخبر عليهم كالصاعقة، وكان كالمسمار الأخير الذي دُقّ في نعش بلدية سكرة، فما كان منهم إلاّ أن سخروا من نواياهم الطيبة، وأحلامهم البسيطة في شوارع نظيفة، فلعنوا في سرّهم مسؤولي هذا البلد، واستحضروا ممارسات نظام بن علي، حيث كانت البلديات تلمّع الطرقات قبل أن يحلّ ركبه في أي مكان.

 

لكنهم شكروا في قرارة أنفسهم وزيرة المرأة فلولاها لما حرّكت بلدية سكرة ساكنا ولما تكرّمت وقامت بواجبها، حيث قامت بتنظيف المساحة المُحاذية لروضة الأطفال لا غير وأهملت الجانب المحاذي للأهالي رغم أنهما في الفضاء ذاته، وهو لعمري لإنجاز عظيم يجب أن تؤجر عليه البلدية.

 

إنّ أداء الواجب حق وليس منّة، وهو أخف من ريشة لمن أدّاه على أكمل وجه وأثقل من جبل لمن أهمله وتغاضى عنه، وبلدية سكرة مثال لمن يعتبر أداء الواجب منّة، ولنا في تصنيفها للمواطنين، وفي الأحياء المنسية على غرار النسيم والمنصورة خير دليل على ذلك.