منها ايقاف موظفين بالدولة.. مستجدات قضية “القمح الفاسد”

 مروى الدريدي-

عادت قضية "استيراد تونس لقمح فاسد" عبر ميناء سوسة لتطفو إلى السطح من جديد، وذلك بعد الاذن بإيقاف مسؤولين في الدولة لهم علاقة بهذه القضية، على اثر إحالة الملف على أنظار النيابة العمومية.
 
ولمعرفة تفاصيل أكثر عن مستجدات هذه القضية اتصلت حقائق أون لاين برئيس لجنة الاصلاح الاداري والحوكمة الرشيدة ومكافحة الفساد بمجلس نواب الشعب، بدر الدين القمودي (حركة الشعب)، الذي أكّد ايقاف موظفين اثنين تابعين لوزارة الصحة في علاقة بالقمح المورد وبالرقابة الصحية عموما، مشيرا إلى أن الملف يتجاوز هؤلاء إلى أطراف أخرى تضمّ خواصّا وموظفين كبار في الدولة.  
 
وعبر رئيس اللجنة المكلفة بالتحقيق البرلماني في شبهة توريد تونس لقمح فاسد منذ جانفي 2020، عن أمله في أن تتواصل الأبحاث لتحميل المسؤوليات الى كل من أذنب في حق المجموعة الوطنية، علما وأن هذا الملف له علاقة بوزارة الفلاحة وديوان الحبوب ومصانع الحبوب وله علاقة أيضا بالتوريد بشكل عام.
 
وفي سؤال إن كان قد ثبت للجنة التحقيق أن القمح كان فاسدا قال بدر الدين القمودي: "إن جزء من القمح كان فاسدا وغير صالح للاستهلاك، لكن لا يمكن أن أؤكد أنه مسرطن".
 
وعن بداية فتح التحقيق، أفاد القمودي بأنه اثر تواتر الحديث عن شبهة استيراد تونس لقمح فاسد ومسرطن، اتصلت لجنة الاصلاح الاداري بوزارات الصحة والفلاحة والتجارة وتبين عدم إلمامها بالملف، كما أنهم قدموا معطيات متضاربة، الأمر الذي دفع باللجنة إلى التوجه إلى ميناء سوسة للتحقيق في الموضوع.
 
وأضاف بدر الدين القمودي أن أعضاء اللّجنة تحدثوا إلى مختلف الأطراف المتداخلة في عملية التوريد بميناء سوسة، من ممثلين عن وزارات الداخلية والصحة والفلاحة والتجارة، وتبينوا من خلال تصريحات المسؤولين أن المواد الغذائية المورّدة لا تخضع للرقابة الصحيّة خلافا لتصريحات وزير الفلاحة حينها، وهو ما يشير إلى إمكانية عدم سلامة هذه المواد.
 
وبين أن اللّجنة وقفت على حقيقة مفادها ضعف المراقبة وانعدامها خاصة بالنسبة للمواد الغذائية التي يورّدها الخواص والتي يتم تصديرها من جديد، وفق تصريحه.
 
ولفت إلى وجود لجنة وطنية لمراقبة المواد الغذائية تم احداثها بموجب قانون صدر في فيفري 2019، وإلى حد هذا اليوم لم يقع تفعيلها بحكم تدخّل بعض الأطراف التي ليس لها مصلحة في اخضاع المواد الغذائية إلى الرقابة، وفق قوله.
 
وللتذكير فقد حلّت عبر الميناء التجاري بسوسة في أوت 2019 الباخرة "جورج" وعلى متنها 250 طنًا من القمح الأوكراني والقادم من بلغاريا لفائدة شركة تونسية خاصة مختصة في تحويل العجين، وقد رفضت حينها الموظفة في وزارة الصحة نوال المحمودي التأشير على استلام شحنة القمح لأنه متغير اللون ويميل إلى السواد، وفقا قولها.
 
وعلى ضوء عدم صلوحية المنتوج المورّد من دولة أجنبية للاستهلاك البشري، قدمت الموظفة إعلامًا إلى الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تكفلت بالقضية ورفعتها إلى القضاء.
 
وكان الخبير العدلي لدى المحاكم مصطفى بن فطوم أكد في تصريح سابق لـ "ألترا تونس" أن الباخرة "جورج" كانت تحمل شحنة من القمح اللين مورّدة لفائدة شركة خاصة، وقد أبحرت من دولة بلغاريا بتاريخ 24 أوت 2019 في اتجاه تونس ومرت بمضيق البوسفور دون توقف إلى أن وصلت إلى ميناء سوسة بعد 5 أيام أي بتاريخ 29 أوت من نفس الشهر حاملة شحنة قمح تزن 11 ألف طن.
 
وأكد أن الشحنة وصلت في حالة سليمة غير أنه في الأيام الأخيرة للتفريغ نزلت كميات من الأمطار ولازالت في العنابر كمية تقدر بـ300 طن ابتلت نتيجة عطب في منافذ العنبر وارتفعت الرطوبة إلى نسبة 13 في المائة في تبلغ في الحالة العادية نسبة 11 في المائة.
 
ونتيجة لذلك، أوضح محدثنا أنه تم تفريغ شحنة تزن 292 طن مبللة محمّلة على الشاحنات لفائدة شركة العجين في حين بقيت كمية تزن 4 طن تم حملها على شاحنة خاصة وحدها نظرًا لخضوعها للتراتيب الديوانية وعدم إمكانية إتلافها إلا بعد إتمام إجراءات معقدة مع تعهّد المتسلّم بعدم استعمالها.
 
 
 

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.