جواهر المساكني _
أكد الباحث في علم الاجتماع الثقافي، المنصف وناس، أن تونس تعيش اليوم مرحلة انتقالية سياسة واجتماعية واقتصادية صعبة غير مطمئنة تتطلب مراجعات مؤلمة ولكن واجبة.
وقال وناس ،خلال مداخلة في ندوة انتظمت اليوم السبت 13 جانفي 2018 بعنوان “التجربة الديمقراطية التونسية: التحديات والآفاق”،إن الانتقال الديمقراطي مرّ بمرحلة صعبة “إذ ورثنا تراكمات سياسية واجتماعية لـ55 سنة تلت وقد تم في السنوات الماضية إعادة انتاج الصعوبات دون قدرة حقيقية على تجاوزها ومرّ الانتقال في الفترة بين سنتي 2012 و2013 بأزمة وصلت فيها تونس الى رقم قياسي في الاعتصامات والاحتجاجات غير منظمة ودون رخص قانونية ممّا عطّل الانتقال وجعل تونس تعيش وضعية صعبة.
وأكدّ منصف ونّاس، أن معرقلات الانتقال الديمقراطي ولّدت الحاجة لمراجعات الازمة منها وجوب مراجعة فلسفة الدّولة من دولة جامعة الى دولة تعاقدية وإعادة تنظيم الدّخل الاجتماعي مع إعادة توزيع أنماط التدخل في الشأن الاجتماعي والعام لأن الدّولة لم تعد تملك موارد كافية،مع ضرورة تأطير فئة من مجتمع غير منظم منفرد عن الحكومة والدولة والأحزاب والمجتمع المدني، على حدّ قوله.
وأضاف، أنه على الدّولة مراجعة فلسفة التّنمية الجهوية والمحليّة لأنه ثمّت حاجة ملحّة اليوم لتشخيص تنموي وجهوي بعد أن ثبت غياب خارطة تشخيصية دقيقة تحدد متطلبات كل جهة على حدا، بالإضافة إلى ضرورة مراجعة فلسفة توزيع الثروات الطبيعية لأن “التونسي لم يعد يتحمل الفقر ولا التفاوت الجهوي والطبقي “على حد تعبيره.
ومن بين الاقتراحات التي طرحها وناس في المداخلة ذاتها، مراجعة المديونية والقبول بمبدأ المراجعة مشيرا أنه أمر يتطلب قرارا سياسيا شجاعا.