أمل الصامت –
نظّم “منتدى رياليتي” بالشراكة مع اتصالات تونس، يوم الجمعة 16 مارس 2018 بنزل “قولدن توليب – المشتل” بالعاصمة، ندوة بعنوان “الاقتصاد الجديد لوسائل الاعلام”، بإشراف كل من رئيس “المنتدى الدولي لرياليتي” محمد الطيب الزهّار والرئيس المدير العام لشركة اتصالات تونس محمد الفاضل كريّم.
وأشرف الأستاذ المحاضر بمعهد الصحافة وعلوم الإخبار الصّادق الحمامي، على المداخلات العلميّة للندوة والتي أثثها أساتذة وخبراء في الشأن الاقتصادي الرقمي ومجال الإعلام.
الأزمة الأشدّ في تاريخ قطاع الصحافة
وفي كلمته الافتتاحية، تقدّم رئيس “المنتدى الدولي لرياليتي” محمد الطيب الزهّار، بجزيل الشكر لشركاء المنتدى على غرار المشغل الوطني التاريخي اتصالات تونس والتجاري بنك والجامعة المركزية والمعهد الفرنسي، لدعمهم المتواصل للصحافة المكتوبة، لافتا إلى الأزمة الاقتصادية التي تعيشها هذه الأخيرة اليوم والتي اعتبرها الأعمق منذ انطلاقتها.
وأرجع الزهّار هذه الأزمة لا فقط إلى المنافسة التي فرضتها مواقع التواصل الاجتماعي، بل كذلك إلى تراجع دعم السلط العمومية طيلة السنوات السبع التي تلت الثورة، سواء من قبل “الترويكا” التي كانت تظنّ أن دور الصحافة يقتصر على مساندتها، أو من قبل الحكومات اللاحقة والتي وإن استمعت لمطالب القطاع إلا أنها لم تقم بأي تحرّك لصالحه.
وذكّر في هذا الإطار بالمقترحات التي تقدمت بها الهياكل النقابية المعنية إلى جانب الجامعة التونسية لمديري الصحف من أجل الخروج بقطاع الصحافة من أزمته وتطوير عائداته خاصة من خلال تنظيم الاشهار العمومي بطريقة شفافة عبر وكالة وطنية يتم بعثها للغرض دون التدخّل في الخطّ التحريري للصحف.
وفي انتظار التفاعل مع هذه المطالب والمقترحات، تساءل الطيّب الزهّار عن أشكال الاقتصاد البديل الذي يمكن أن تعتمد عليه وسائل الاعلام وبالخصوص الصحافة المكتوبة والالكترونية لتحسين مداخيلها وضمان استمراريتها، خاصة في ظل غياب عقلية قراءة الخبر بمقابل على الانترنات لدى القارئ التونسي، مشيدا من جديد بدور اتصالات تونس في دعم القطاع إذ لم يمسّ من المبالغ المرصودة لاشهارات الشركة في الصحافة المكتوبة.
اتصالات تونس على الخطّ…
وفي هذا الإطار، اعتبر الرئيس المدير العام لاتصالات تونس محمد الفاضل كريّم، أن الحلّ بأيدي نساء ورجال الصحافة في تونس، مؤكدا وقوف المشغل الوطني الدائم إلى جانبهم بحكم علاقة الترابط التي تجمعه بوسائل الاعلام.
ولفت كريّم إلى الشراكة المبرمة بين اتصالات تونس والنقابة الوطنية للصحفيين التونسيين الهادفة إلى تسهيل عمل الصحفيين سواء عبر تمتيعهم بتخفيضات في أسعار الهواتف الذكية أو الانترنت والمكالمات بأسعار تفاضلية وغيرها من الامتيازات، قائلا إن عامل القرب من القطاع الذي خلقته هذه الشراكة جعل الشركة تفهم أكثر مشاغل القطاع والمعوقات التي يتعرّض لها.
وتابع: “إنه من المؤسف اليوم مشاهدة صحيفة أسبوعية تتوقف عن النّشر أو صحيفة يومية تتحول إلى صحيفة أسبوعية لا لشيء إلاّ لأنها لا تملك الامكانيات لتحافظ على استمراريتها.. وقد يكون عامل الرقمنة سببا في ذلك إلا أنه ليس السبب الوحيد”.
كما أكد أنه من الطبيعي اليوم البحث عن النموذج الاقتصادي المناسب لتجازو الأزمة، مشيرا إلى المنافسة الكبيرة التي تعيشها الصحافة الالكتورنية مع مواقع التواصل الاجتماعي والمدونات كمصدر معلومة، حيث اعتبر في هذا السياق، أن المهنية والخبرة ونوعية المحتوى المقدّم هي العوامل الاساسية التي تصنع الفارق بين الصحفي والمدوّن، مقتبسا مقولة لدروين مفادها أنه ليس الأقوى من يستطيع المقاومة والعيش بل الذي يعرف كيف يتأقلم مع الوضع.
وقال الفاضل كريّم، إن من الحلول المطروحة أمام اتصالات تونس المحطة الرقمية (kiosque numérique)، والتي تعمل على كيفية إطلاقها من خلال البحث عن شريك مختص في انتاج مثل هذه المنصّات، لافتا إلى ضرورة أن يكون المنتوج الصحفي الذي يدرج على هذه المجطة يستحق أن يدفع القارئ مقابلا لقراءته.
من جهتها قدمت المديرة المركزية للخدمات والابتكار ريم بلحسين الشريف مداخلة علمية حول “وسائل الاعلام في مواجهة الرقمي” خاصة في ظل مجانية المعلومة عبر المواقع الالكترونية والمنافسة الشرسة لمواقع التواصل الاجتماعي وتراجع الميزانيات المخصصة للإشهار من قبل المؤسسات الاقتصادية.
وجددت بن حسين التأكيد على عزم اتصالات تونس مواصلة دعم الصحافة، داعية وسائل الاعلام على تطوير طرق عملها وتقديم مقترحات يستطيع المشغل الوطني مساعدتها على تحقيقها على أرض الواقع من خلال خبرته في المجال الرقمي.