160
نظرت هيئة الدائرة الجنائية المختصة بالنظر في ملفات العدالة الانتقالية بالمحكمة الابتدائية بتونس في قضايا رفعتها عائلات بعض البايات التونسيين الذين حكموا البلاد في فترة ما قبل الاستقلال.
وسبق أن أحيلت الملفات على دائرة العدالة الانتقالية حيث تم تأجيل القضية عدد 106 الى الجلسة المذكورة وكان حضر محام ينوب سلوى الحسيني حفيدة الأمين باي ولاحظت المحكمة وجوب تحديد الانتهاكات الحاصلة في حق المتضررين وأما القضية عدد 108 المتعلقة بفاروق باي فقد حضر من ينوب عن المتضررين وطلب التأخير لإدخال المكلف العام بنزاعات الدولة في هذا الملف.
و القضية عدد 109 والمتعلقة بالبايات أيضا وتحديدا ورثه حلومه زكريا حنيفه بن علي كلثوم باي، محمد الطيب باي محمد كمال باي، محمد رضا الحسيني برهان الدين باي، ومحمد جلال الدين وفريدة ومن معهم وقد حضر من ينوب عنهم وتم إدخال المكلف العام بنزاعات الدولة و الذي حضر وطلب مزيد التأخير وفي انتظار تحديد قائمة في المنسوب لهم الإنتهاك وتم تأخير الجلسة .
وأما القضية عدد 113 والمتعلقة بالبايات محمد الفاتح المحرزي فقد تم إجراء تحريرات مكتبية على المتضرر وحضر من ينوب عنه وطلب التأخير للإطلاع على التحريرات وإدخال ورثة فخري المحرزي شقيق المتضرر المذكور وإدخال المكلف العام بنزاعات الدولة وتم تأجيل للجلسة المذكورة .
أما القضية عدد117 فتتعلق بالبايات أيضا وتم إدخال المكلف العام بنزاعات الدولة وقد حضر في الجلسة الماضية لتقديم جواب وطلب التأخير لتقديم قائمة في المنسوب لهم الانتهاك والأفعال المنسوبة لهم وتم تأجيل الجلسة لتاريخ جلسة ماي المقبل .
وأما القضية عدد 118 فتتعلق بالمرحوم محمد عزيز باي وحضرت من تنوب عن الورثة وطلبت التأخير لتوسيع دائرة الورثة وإضافة حجة وفاة وإجراءات إدخال المكلف العام بنزاعات الدولة.
والقضية عدد 123 فتتعلق بمحمد الامين باي وحضر من ينوب عن الورثة وطلبت التأخير لتحديد قائمة الورثة وإضافة مضمون وفاة وتحديد قائمة في المنسوب لهم الانتهاك وتحديد مسؤولياتهم.
وللإشارة فقد كانت سلوى الباي حفيدة آخر بايات تونس الأمين باي كشفت في حوار تلفزي عن آخر الأيام في العائلة الملكية الحسينية.
وقالت سلوى الباي ان الرئيس بورقيبة وعدد من المتعاونين معه في القصر الملكي اخرجوا عائلتها من القصر بطريقة غير محترمة، مضيفة أن أحد المسؤولين في القصر من المقربين من بورقيبة طالبها بترك حذائها الثمين والخروج من القصر وأنها نامت وامها في العراء عدة ايام وان السكان كانوا يقدمون لها الأكل واللباس.
وأوضحت سلوى الباي ان عائلتها عانت كثيرا من حكم بورقيبة وان كرامة بايات تونس مازالت مهدورة الى اليوم.
وفي إحدى تصريحاتها تقول “سجن من سجن من الأقارب ومنحنا نحن مهلة أسبوع لمغادرة منزلنا التابع للقصر وعند المغادرة جردت العائلة من كل ما تملكه، كنت خارجة، نظر أحد الوزراء إلى قدمي قائلا: “هذا الحذاء جديد اخلعيه!”، خلعته خوفا وخرجت حافية القدمين.. أحد عسكر الباي رآني بهذا الشكل فأسرع بإعطائي حذاء بلاستيكيا قديما، وقضينا أياما دون فراش ودون لباس ودون أكل حتى تعرف علينا الجيران فساعدنا كل بما يقدر عليه..
وأما فخري محرزي حفيد الأمين باي أيضا فقد قال “كنت طفلا صغيرا أركبتني أمي في السيارة مع جدي وعرفت دون وعي أن الوضع سيء وعند مرور السيارة هناك بعض الأشخاص صفقوا والبعض كان يرفع قبعته تحية لنا”.
مضيفا ” عند وصولنا القصر لم يكن هناك سوى بعض المراتب واتخذ كل منا غرفة له محاولين ترك الغرفة الأفضل لجدي الأمين باي وزوجته”.
معاناة كانت على أشدها في الأيام الأولى مع بداية استجواب زوجة الأمين باي المسنة حول مجوهرات اختفت.. مجوهرات سجن الأمراء متهمين بإخفائها وسجن أيضا الوزير الأكبر السابق الطاهر بن عمار وتم التحقيق مع زوجته، وهي المجوهرات التي بقيت الى اليوم لغزا..
وداد