لا تزال قضية الطلب الذي قدمه المغرب للكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم، بتأجيل كأس إفريقيا 2015 إلى موعد لاحق، يثير ردود أفعال واسعة في الوسط الرياضي، لاسيما في ظل عدم اقتناع العديد من النقاد والعارفين بشؤون الكرة الإفريقية بالأعذار التي قدمتها وزارة الشباب والرياضة المغربية، والمتمثلة في مخاوفها من انتشار فيروس "ايبولا" القاتل بالبلاد، مرجحة ذلك إلى أسباب أخرى على غرار توجس المملكة من استغلال أطراف داخلية لهذا العرس الكروي لتمهيد الطريق نحو زحف "الربيع العربي" إلى المملكة.
أكد مصدر من الكنفدرالية الإفريقية لكرة القدم لـ"الشروق" الجزائرية، أن فرضية مخاوف المغرب من "الايبولا" تبقى قائمة، كون هذا الفيروس خطيرا جدا وينتقل بسرعة البرق من دولة لأخرى، لكن ليست وحدها سببا في طلب تأجيل "الكان"، وأضاف متسائلا: "كيف للمغرب أن يطلب تأجيل كأس إفريقيا بسبب هذا المرض ولم يغلق الأبواب في وجه المسافرين القادمين من دول غرب إفريقيا أين ينتشر الفيروس بشكل رهيب وعلى رأسها غينيا التي تعتبر البؤرة الحقيقية لـ"الايبولا"؟ الأمر فيه تناقضات كثيرة !!".
ولم يستبعد مصدرنا التأكيد على أن السبب الحقيقي يعود إلى مخاوف المملكة المغربية من بعض الأطراف السياسية الداخلية التي تخطط لاستغلال هذه التظاهرة لزرع المشاكل ونقل "الربيع العربي" إلى المغرب، بعد أن هبت رياحه على عديد الدول مثل تونس، ليبيا، مصر وسوريا، خاصة في ظل عدم جاهزية المنتخب المغربي لأداء بطولة في المستوى والتتويج باللقب القاري في بلاده، وهو الذي يعاني في الفترة الحالية وغير جاهز لدخول غمار المنافسة أصلا، رغم امتلاكه مجموعة شابة من اللاعبين الجيدين والمحترفين في أقوى الأندية الأوروبية.
بالإضافة إلى ذلك فإن المغرب صرف أموالا طائلة من أجل نيل شرف احتضان "الكان"، فرغم أنه لا يملك إشكالا كبيرا من ناحية البنية التحتية سواء الملاعب أو الفنادق أو الطرق أو المطارات أو الطرق السيارة أو محطات القطارت، بحكم استضافته لكأس العالم للأندية، إلا أنه صرف ما لا يقل عن 15 مليون دولار لإعادة تهيئة هذه المرافق وتشييد ملاعب التدرب على مستوى مدينتي طنجة والرباط وينتظر أن يصرف أكثر من 60 مليون دولار أخرى فيما يخص الجوانب التنظيمية وتحضير حفل الافتتاح، وبالتالي من غير المعقول أن يخسر كل هذا ويفرط في "الكان" دون أن يسترجع فلسا واحدا.
إلى ذلك ينتظر أن ترفض "الكاف" رسميا طلب المغاربة يوم 2 نوفمبر القادم بمناسبة اجتماع المكتب التنفيذي بالجزائر، لعدة اعتبارات من بينها التزام "الكاف" مع الممولين على غرار "أورانج" للاتصالات وكذا "فيتو" الأندية الأوروبية التي سترفض لا محالة تسريح لاعبيها في فترة أخرى للمشاركة في "الكان" وأيضا ضيق أجندة المنافسات الإفريقية وعدم وجود ضمانات حول القضاء على فيروس ايبولا، ناهيك عن عدم وجود تأجيل سابق للنهائيات منذ أول دورة عام 1957.
