مستعينا بدراجة هوائية.. محمد أبولبابة بوحجة يروي أطوار رحلته من سيدي بوزيد الى العاصمة

 محمد علي الصغير-

 

هو طالب في الهندسة الداخلية والتصميم، من الذين اختاروا العمل الجمعياتي كرافد من روافد التوازن النفسي والاجتماع من خلال انتمائه الى الجمعية التونسية للمتجولين بأكودة وجمعيات أخرى. أصيل نفطة ، محمد أبولبابة بوحجة، شاب لم يكمل بعد عقده الثالث، مفعم بالحيوية والنشاط وخفة الروح اختار طريق التحدي وتبوأ لنفسه مكانة تخول له أن يكون قدوة بين الناس. محمد، أنهى لتوه رحلة شاقة قادته من سيدي بوزيد مهد الثورة التونسية وحيث يقيم حاليا الى العاصمة تونس باستعمال دراجته الهوائية. رحلة طعم لذتها بقدر مرارة مشقتها. رحلة أراد قائدها أن ينشر عبرها رسائل وقيم جد معبرة. 
 
بداية كبف انطلقت الفكرة ؟
في البداية اود الاشارة الى أني من المغرمين بالتخييم والتنقل خصوصا في المناطق الجبلية  وقد شاركت في العديد من المخيمات كما أني من الناشطين في مجال حماية البيئة. الفكرة انطلقت عندما اقتنيت دراجة هوائية مخصصة للجولان في المناطق الجبلية. خامرتني حينها رغبة ملحة في اقتحام تجربة مغايرة في مسيرتي أشعر من خلالها أني قدمت شيئا ذي قيمة وتجربة يحتذى بها,
 
ماذا عن هذه الرحلة ؟
كما أسلفت الذكر يتعلق الأمر بأول رحلة أخوضها على متن الدراجة الهوائية في ما يعرف ب solo bike trip . قطعت خلالها ما يقارب 563 كلمترا. نقطة الانطلاق كانت وسط مدينة سيدي بوزيد وقد جبت خلال هذه الجولة التي استمرت 8 ايام تقريبا قضيت منهما يومين للراحة، ولايات صفاقس والمنستير مرورا بالجم ثم سوسة ونابل فوصولا الى تونس العاصمة وجهتي الأخيرة. 
 
وكيف جهزت لهذا المسار ؟
منذ البداية قمت بالتنسيق مع البعض من الأصدقاء قبل الانطلاق لتذليل بعض الصعوبات خصوصا في ما يتعلق بفترة الراحة التي سأقضيها وتمت الامور على احسن ما يرام. بالنسبة للمسائل التقنية جهزت مسبقا كل ما يلزم من معدات احتياطية ودليل الرحلة بالاضافة الى اني اخضع لمتابعة دقيقة عن بعد من قبل مدربي الذي يقدم لي النصائح اللازمة طيلة مسار الرحلة.
 
وماذا تبقى في ذهنك من هذه التجربة ؟
هي تجربة رائعة بكل المقاييس. أن تكون وحيدا  في الطريق يعطيك معنى اخر للحياة. مع كل مسافة اقضيها عبر الدراجة تبعث في روح ونفسا جديدين. لا أجد حقا التعبير المناسب حتى ابلغ احساسي لانه ما يعاش بالتجربة من احاسيس يصعب  وصفه او نقله عبر الكلمات. هذه التجربة علمتني ان الطريق الذي نسلكه عبر الدراجة هو نفس الطريق الذي نسلكه في الحياة. تعترضنا مطبّات كثيرة فنتخطاها كما في الحياة, أحيانا تكون الريح معنا فتدفعنا الى الأمام وأحيانا أخرى تتجه عكسنا فنحاول قدر المستطاع أن نتحداها ونتخطّاها, كذلك هي الحياة. هناك محطات وأماكن صعبة نضطر للوقوف عندها لمراجعة بعض الأمور أو لأنه من الصعب الجري فيها فنضطر للسير على الأقدام بنسق بطيئ وهناك اماكن اخرى يسهل فيها السير وتكون مواتية لنا حتى نسابق الزمن.   
 
ماهي الرسالة التي أردت ابلاغها من خلال هذه الرحلة ؟
في بداية الأمر كانت غايتي الاساسية هي تحسيس الناس بضرورة المحافظة على نظافة البيئة وعدم القاء الفضلات بطرق عشوائية الى غير ذلك. ما لاحظته هو أن أزمة الكورونا ، ساهمت في تقليص منسوب التلوث في الشوارع والمحيط بصفة عامة ولكن وللأسف بمجرد عودة الحياة تدريجيا الى سالف عهدها عادت السلوكات والمظاهر السلبية من جديد.
من جهة أخرى أردت ارساء ثقافة استعمال وسيلة نقل نظيفة وغير ملوثة واقتصادية كالدراجة الهوائية وهي ثقافة يجب ترسيخها وعملت من خلال هذه الجولة على تحسيس كل من اعترضني في مسار رحلتي بهذه المسألة. السفر عبر الدراجة الهوائية مختلف تماما عن السفر بالسيارة. فهي تسمح لك باكتشاف المكان والفضاء الذي يحيط بك.
 
وهل ثمة تجربة قادمة في الأفق ؟
عملنا لا يتوقف في مجال المحافظة على البيئة وحمايتها, وأنا حاليا بصدد الاعداد لجولات أخرى ستشمل الجنوب التونسي للتعريف والتحسيس بخطورة الوضع البيئي وللتعريف بالمحمية الوطنية ببوهدمة.
 
وهل ستقود هذه التجربة وحيدا ؟
مما لاشك  فيه، أنا أحب التجول في مثل هذه الحالات بطريقة منفردة. أفضل أن أكون وحيدا.

آخر الأخبار

استطلاع رأي

أية مقاربة تراها أنسب لمعالجة ملف الهجرة غير النظامية في تونس؟




الأكثر قراءة

حقائق أون لاين مشروع اعلامي تونسي مستقل يطمح لأن يكون أحد المنصات الصحفية المتميزة على مستوى دقة الخبر واعطاء أهمية لتعدد الاراء والافكار المكونة للمجتمع التونسي بشكل خاص والعربي بشكل عام.